الاعتداء الإرهابي لن يكسرنا… الخريجون الجرحى وذووهم: الألم كبير وحجم المأساة أكبر لكننا سنبقى هنا
تشرين- ميمونة العلي:
دخلنا نُجري معهم الحوارات، فصرنا نستمد من صبرهم القوة. هذا هو حال الجرحى الخريجين وذويهم في المشفى العسكري بحمص. جاؤوا من كل المحافظات يحضرون حفل تخريج أولادهم فسقوا ساحة القادسية في الكلية الحربية بحمص بطهر دمائهم.
الجريح سامر الخضري، بمعنويات عالية ونفس قوي يؤكد: جئت أحضر حفل تخريج ولدي علي الخضري من قرية الحراكي شرقي حمص، فأنا خسرت ساقي في الحرب وصار ابني علي وإخوته عكازي. حلمنا بالنجوم تتلألأ على كتفي علي. الحمدلله علي بخير وإصابتي كسر في الحوض أدت لأذيات في الأحياء، ولكن الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه. الحمد لله إصابتي فداء لولدي علي.
وتبيّن صباح القاسم، زوجة الجريح سامر وأم الخريج علي: حالة زوجي غير مستقرة، الشظية مستقرة في الحوض وأدت لأذى كبير في الأحياء، وما يضاعف ألمنا أن زوجي خسر رجله في الحرب والآن لا نعلم بعد تبعات استقرار الشظية في الحوض. مضيفة: رأينا المسيّرة، اعتقدنا أنها تصور، لكنها أخذت تفجر، سقط زوجي على الأرض، حاولت مع ابنتي سحبه خارج الساحة ولم نستطع، ثم فقدت ابنتي الوعي وذهب ولدي يصرخ لعلي الذي تركنا لتسليم أغراضه. دقائق فرح انتهت بحزن مديد، الحمدلله على كل شيء.
الخريج الجريح أسعد من الربيعة ريف حماه، يأنس بشهادة تخرجه في حضنه ولا يرافقه أحد، أوضح أن أمه حنان ترقد في مشفى الباسل في الزهراء مصابة، وشقيقه الصغير مصطفى في غيبوبة، أما هو فإصابته في مشط رجله اليمنى وشظايا في الفخذين والكتف واليد ويختم: الألم كبير وحجم المأساة أكبر لكننا سنبقى هنا.
وتؤكد إيمان من بانياس، أم الخريج محمد، مصاب في كتفه وفخذيه: كنا نلتقط الصور التذكارية قرب المنصة، فجأة وقع التفجير وتشظت الأجساد. هنا أضعت أولادي، عدت والتقيت بولدي وزوجي عند الباب الرئيسي، بينما كنت أبحث عنهم بين الجثامين الجرحى، وتم إسعاف محمد إلى المشفى العسكري. الحمدلله على كل شيء، جروح وكسور ستشفى بإذن الله، خرّبوا فرحتنا، والله لن نتراجع عن قضيتنا.
ويذكر الجريح الملازم علي من جبلة: كنا على المنصة نتبادل التهاني فجأة اختلطت دماؤنا وأشلاؤنا، عهداً لن نستسلم، فغدرهم لن يزيدنا إلا قوة.
ويوضح أبو باسل فارس من عالقين في ريف درعا، أن إصابة ابن شقيقه، الطالب الضابط سنة ثانية، مستقرة ويبين أن إصابات الذين كانوا بالقرب من المنصة بليغة، وأن قريبه أصيب، بينما كان ذاهباً ليسلم عهدته ويلتحق بهم عند الباب.
الجريح صالح بدور من الدليبة مصياف أصيب بجروح وكسر في الرجل، والد أحد الخريجين، يشير إلى أن المكسور يجبر وسورية ولّادة، وهذا العمل الجبان لن يزيدنا إلا قوة.
كسور كثيرة في جسد خريج آخر، والده وشقيقتاه استشهدوا في حفل التخريج، وهو لا يعلم بمصيرهم بعد. رغبة زميله المرافق ألا نذكر شيئاً عنهم حتى تنتهي العمليات الجراحية التي يحتاجها، وقد أقنعه أن النت مقطوع في المشفى، لئلا يرى صورة والده وشقيقتيه على الصفحات.
وتضيف هيام شحود من بيت طيون صافيتا: جئنا منذ الفجر لنحضر حفل تخريج ولديّ علي وأحمد إبراهيم، وبعد أن تبادلنا التهاني ذهبا ليسلّما أغراضهما. أنا وزوجي وابني الأصغر اتجهنا نحو الباب الرئيسي، هنا وقع التفجير، صرنا نركض من دون معرفة إلى أين؟ فقدتهم جميعاً لساعة من الزمن، مرت كأنها دهر. عدت والتقيتهم عند الباب وعلمنا أن ابني علي أصيب بشظية وتم إسعافه إلى المشفى العسكري..إصابته حساسة ولكن الحمدلله، جراحنا ستشفى ونحن باقون.