في مئويّة «نزار قباني».. اثنتان وسبعون حِكايةً مع بلقيس والعرب والعالم

تشرين- لبنى شاكر:
ليست هي المرة الأولى، بالتأكيد، التي تعرض فيها مديرية ثقافة دمشق، أرشيفها من صور الراحل نزار قباني1923 – 1998، لكن الاستعادة التي جاءت مُؤخراً، على هيئة معرضٍ وثائقيٍّ في المركز الثقافي في «أبو رمانة»، ضمّ اثنتين وسبعين صورة، بالتوازي مع مئوية ميلاده، تكتسب قيمةً مُضافة، فهي لا تُعيد إلى الأذهان فحسب، سيرة شاعرٍ، عدّ الأشهر في سورية والوطن العربي في العصر الحديث، أثارت كلماته وآراؤه، ولا تزال، إشكالياتٍ واختلافاتٍ، بدأت منذ ديوانه الأول (قالت لي السمراء) سنة 1945، ولمّا تنته، بل تُغري مجموعة الصور، أيضاً، بمزيدٍ من القراءة والبحث، في مختلف المحطات التي اختبرها الرجل كشاعرٍ ودبلوماسيٍّ، ما بين بيته في دمشق القديمة في حيّ مئذنة الشحم، حتى رحيله في لندن، لا لنقصٍ في جهود الباحثين المستمرة، على تنوّع الغايات والرؤى، بل لأن في كلٍّ من تلك الأحداث والمواقف، حكايات، تستحق أن نرويها عن وجهٍ سوريٍّ حاضرٍ أبداً، في الذاكرة الجماعية لملايين الناس.
في المعرض الذي حمل عنواناً مأخوذاً من إحدى قصائده «أنا وردتكم الدمشقيّة»، صورٌ يصعب تصنيفها، في بعضها يظهر جد الشاعر، المسرحي «أبو خليل القباني»، إلى جانب ابنه توفيق، والد الشاعر، وعدد من الأقارب والأصدقاء في مراحل زمنية مختلفة من حياة الشاعر، وفي صورٍ أخرى، يظهر قباني، طفلاً عام 1926، ويافعاً في الكلية العلمية الوطنية عام 1934، إضافةً إلى عددٍ من الصور برفقة زوجته الراحلة بلقيس، إحداها في غرناطة عام 1969، وغيرها في بيروت، كذلك تُعرّج الصور على لقاءٍ في لندن عام 1986، جمعه بالشعراء سعاد الصباح ويوسف الخال وبلند الحيدري، وفي لندن أيضاً كان لقاؤه عام 1988 مع محمود درويش وسميح القاسم وأنسي الحاج، وستشهد المدينة ذاتها أمسية شعرية له، في الجمعية الملكية الجغرافية عام 1996، وفي مدنٍ وعواصم أخرى، سيكون قباني حاضراً في ميادين عدة، أحدها مُحاضراً في مدريد عام 1965، ومُشاركاً في مؤتمر الأدباء العرب في القاهرة عام 1968، وفي الصين ترصد عدسات الكاميرات حضوره لقاءً رسمياً عام 1959، وآخر مشابهاً مع السفير الباباوي في مدريد عام 1965.
الصور عن جولات الشاعر ونشاطاته عربياً وعالمياً، تفرعت نحو استلامه جائزة سلطان العويس في دبي عام 1994، وفي أخرى ظهر مع جمعية خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1995، كما تحكي سلسلة صور عن يومياته، في البيوت والأماكن التي أقام فيها فتراتٍ طويلة، ولاسيما في بيروت ولندن، وفي سياقها، صورةٌ تذكارية مع «ساعة بيغ بين» عام 1997، وفي لوس أنجلوس عام 1990 يرتدي الحطة والعقال، وتُشير عدة صور إلى صداقةٍ جمعته بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، من بينها صورة عام 1976 في بلودان.. وعلى تشعّب الأرشيف المعروض، لكن في جعبة ثقافة دمشق المزيد، مما لم يتسع المكان لعرضه، على ما تقوله مديرتها نعيمة سليمان لـ «تشرين»، مُؤكدة أهمية الاحتفاء بقامة أدبية لها مكانتها وثقلها، فالراحل الكبير حمل البلاد في حقائبه وأشعاره أينما ذهب، ومن ثم ترددت كلماته بعيداً عن حديّ الزمان والمكان.
إحياء مئوية قباني، يستمر في المراكز الثقافية عبر أنشطة ثقافية تحمل عناوين مختلفة، حسبما تُوضح سليمان، ففي ثقافي الميدان مثلاً أُقيمت فعالية اهتمت بقصائد قباني المغناة، وفي كفرسوسة ستُقام ندوة تتضمن أشعاراً وأغنيات في 10 تشرين الأول الجاري، بينما يتناول النقاش في ثقافي المزة، قباني في عيون الأدباء الشباب في 15 / 10، وفي ثقافي العدوي إضاءات على الراحل شعراً ونثراً في 19/10.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
(وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية