الأوروبيون باتوا أقرب من الكارثة.. أميركا ستتركنا لمصيرنا في أوكرانيا.. «فعلى أي جانبينا سنميلُ»؟
تشرين – وكالات:
لن يطول الوقت كثيراً حتى يجد الأوروبيون أنفسهم متروكين أميركياً في حالة «وحيد وأعزل» في ميدان أوكرانيا، ولن يكون أمامهم سوى الاعتراف بأن «حليفتهم» الولايات المتحدة خذلتهم مرة أخرى، زجتهم في حرب أوكرانيا، ثم .. ها هي تنسحب شيئاً فشيئاً لتتركهم في منتصف الطريق عاجزين، لا يمكنهم التقدم ولا التراجع.. وفي الوقت ذاته فإن حدود ردهم على ذلك لن تتجاوز إبداء الأسف.
بالأمس حجبت واشنطن الأموال عن أوكرانيا في مشروع التمويل الحكومي في احتواء مؤقت لأزمة الدين العام المستمرة، معتبرة أن المصالح الأميركية أهم بكثير من المصالح الأوكرانية.
اليوم، اكتفى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بإبداء الدهشة والأسف، قائلاً: إن الاتحاد الأوروبي مندهش ويأسف لمشروع تمويل الحكومة الأمريكية «في اللحظة الأخيرة» والذي لا ينص على تخصيص أموال لمساعدة كييف.
وأضاف: لقد فوجئنا بالقرار الذي اتخذ في اللحظة الأخيرة، والذي يجب أن نأسف عليه بشدة… دعونا نأمل ألا تكون هذه هي الكلمة الأخيرة.
وأشار بوريل إلى أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا لا يعتمد على الولايات المتحدة، ولا على نتائج الهجوم الأوكراني الذي وصفته العديد من وسائل الإعلام الغربية بالفشل.
وفي وقت سابق، وقع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على قانون أقرّه الكونغرس، ينص على استمرار تمويل العمل الحكومي لمدة 45 يوماً، حتى 17 تشرين الثاني، لكنه لا يتضمن أي أموال لأوكرانيا رغم أن بايدن نفسه صرح أكثر من مرة بأن واشنطن «لا تستطيع تحت أي ظرف من الظروف» التوقف عن دعم كييف.. ليعلق بعد التوقيع على القانون بأنه يأمل أن يكون هناك قانون خاص فيما يخص دعم أوكرانيا.
جاء ذلك فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع جديد حول أوكرانيا مقرر اليوم الاثنين، وحسب بوريل فإن الاجتماع سيكون غير رسمي وعلى مستوى مجلس وزراء خارجية الاتحاد.
وكتب بوريل على منصة «إكس»: اليوم أدعو وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في كييف إلى الاجتماع الأول على الإطلاق لأعضاء الاتحاد الـ 27 خارج حدوده. مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وكان بوريل قد صرح يوم أمس خلال زيارته إلى كييف بأن الاتحاد الأوروبي خصص 85 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا، بما في ذلك للمساعدات العسكرية، حيث تابع في بيان منشور على البوابة الإلكترونية للاتحاد الأوروبي: لقد وصل دعمنا العسكري لأوكرانيا إلى رقم 25 مليار يورو، كما وصل إجمالي الدعم العسكري والمدني والإنساني إلى رقم 85 مليار يورو.
لكن حتى الأوروبيين أنفسهم يتململون من حرب أوكرانيا ووطأة تكاليفها الباهظة، هذا التململ بدأ يشق مساراً باتجاه إنزال أوكرانيا وحربها عن كاهلهم، والمسار كما يبدو بدأته سلوفاكيا، ولا شك في أن هناك من سيلحق بها وقريباً، رغم ما أبدته بعض الدول الأوروبية من امتعاض واستنكار.
ففي روما، وصف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، قرار السياسي روبرت فيسو الذي فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية في سلوفاكيا، بوقف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا بالغلطة الكبيرة قائلاً: هذه ليست إشارة إيجابية.
وقال في حديث لصحيفة la Stampa: يجب أن تكون القرارات المتعلقة بأوكرانيا موحدة. ولا ينبغي أن تكون هناك انقسامات على الجبهة الأوروبية، لأن قوة الاتحاد الأوروبي تكمن في وحدته. دعونا نرى ما سيفعله فيتسو فعلياً إلى جانب التصريحات، لأن الحكومة لم تتسلم مهامها بعد.
ويعارض فيتسو استمرار الدعم العسكري لكييف، ويطالب بتحسين العلاقات مع روسيا وإلغاء العقوبات ضدها، والتي أضرت بالاتحاد الأوروبي ولم تثن روسيا عن عمليتها العسكرية في أوكرانيا.