رغم الوعود بالترميم.. مدرسة الشهيد فرقد عبد الكريم في “حريصون” ما زالت مغلقة والطلاب والمدرسون يعانون
تشرين- ثناء عليان:
شكاوى كثيرة تقدم بها أهالي طلاب مدرسه الشهيد فرقد عبد الكريم في قرية حريصون بمحافظة طرطوس يؤكدون فيها أن المدرسة كانت بحاجة إلى الترميم قبل الزلزال الذي ضرب المنطقة 6 شباط، وتضررت أكثر بعده وأصبحت مكاناً خطراً على التلاميذ والأساتذة بعد تصدع جدرانها وأعمدتها.
الوعد بترميمها خلال 3 أشهر
وبرأيهم بات ترميمها حاجة ملحة جداً وبشكل عاجل، لافتين إلى أنه تم الكشف على المدرسة من قبل لجنة من الخدمات الفنية والتربية وأقرّوا حينها عدم صلاحيتها، كما زار وزير التربية السابق الدكتور دارم طباع المدرسة واطلع على الأضرار فيها، ووعد بترميمها خلال ثلاثة أشهر على أن يوزع التلاميذ الذين يفوق عددهم الـ 600 تلميذ من الصف الخامس حتى التاسع على المدارس المجاورة، وبناء عليه تم إحداث دوامين في ثانوية الشهيد خاطر عزيز علي المجاورة لاستيعاب تلاميذ المرحلة الإعدادية من السابع حتى التاسع بدوام بعد الظهر، وتلاميذ صفي الخامس والسادس ابتدائية الشهيد وجيه حسن حلقة أولى أيضاً بعد الظهر.
صعوبات في النقل
وبحسب الشكوى أقرّ هذا الأمر كحل مؤقت ريثما يتم ترميم المدرسة، ولكن هذا الحل لم يكن مناسباً للمدارس الثلاث الأمر الذي أثار ضجة كبيرة مع بداية العام الدراسي، وخاصة من قبل المدرسين الساكنين خارج قرية حريصون لكونهم يعانون من صعوبة إيجاد وسيلة نقل تقلهم إلى بيوتهم و طلاب المرحلة الثانوية لأن هناك أربعة أيام في الأسبوع يكون فيها سبع حصص درسية، أي ينتهي دوامهم المسائي الساعة الخامسة والنصف شتاءً، إذ لا يمكن اختصار أي حصة درسية وخاصة لطلاب العلمي.
مدير “تربية طرطوس”: صلاحيتنا تنحصر في إجراء الصيانات والترميمات الخفيفة والإسعافية
وبرأي مدرسات وأهالي طلاب مدرسة الشهيد فرقد عبد الكريم فإن صاحب قرار توزيع الطلاب على المدارس وجعل الدوام فيها صباحي ومسائي، لم يأخذ بالحسبان صعوبات إيجاد وسيلة نقل لهم، لذلك يأملون أن تنفذ وزارة التربية ما وعد به الوزير السابق وأن تباشر بالترميم بأسرع وقت ممكن حرصاً على المصلحة العامة وعلى سلامة تلاميذ المرحلة الابتدائية أثناء عودتهم إلى بيوتهم مع غياب الشمس شتاءً.
مراسلات
مدير تربية طرطوس علي شحود في رده على الشكوى بيّن أن مديرية التربية قامت بمراسلة وزارة التربية ومحافظة طرطوس ومديرية الخدمات الفنية بواقع المدارس التي تضررت ومن ضمنها مدرسة فرقد عبد الكريم (حريصون ح٢)، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة تأهيل الأبنية المتضررة من الزلزال وإزالة الخطورة، وتأمين كل ما يلزم من دراسات وتمويل لإعادة التأهيل.
التعاقد لترميم أربع مدارس
وأكد شحود أن صلاحية مديرية التربية تنحصر في إجراء الصيانات والترميمات الخفيفة والإسعافية في مدارس المحافظة مثل النوافذ والأبواب والأسطح والمصاطب والانسلاخات البيتونية الخفيفة، من أجل استمرار العملية التعليمية، أما أعمال التدعيم والتأهيل والبناء الجديد وما يرافق ذلك من دراسات إنشائية فنية تقوم بها الخدمات الفنية، مشيراً إلى أن العديد من المنظمات الدولية قامت بالاطلاع على المدارس المتضررة، حيث تم تزويدهم بأسماء المدارس بعد الحصول على توجيهات وموافقة وزارة التربية.
وبعد موافقة وزارة التربية –يضيف شحود- تمت الموافقة على قبول تبرع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لترميم أربع مدارس من بينها مدرسة الشهيد فرقد عبد الكريم، وتم إجراء الدراسة الفنية وهي قيد التعاقد حالياً وفق الصليب الأحمر.
وفيما يخص العملية التعليمية تم نقل طلاب الصفين الخامس والسادس إلى الحلقة الأولى وطلاب الحلقة الثانية إلى الثانوية، وبسبب ارتفاع الكثافة الصفية وعدم قدرة المدرستين على استيعاب الطلاب تم اعتماد الدوام النصفي حرصاً على استمرار العملية التعليمية، وبالتناوب أسبوعياً حتى الانتهاء من أعمال الترميم.
ليست بالخطة
بدوره بيّن مدير الخدمات الفنية المهندس أحمد سليمان أن اللجان المختصة قامت بالكشف على كل المباني المدرسية الواردة في كتب مديرية التربية السابقة بهذا الخصوص، وأعدت كشوفاً ومحاضر كشوف تقديرية لإعمال التدعيم اللازمة في حينها، وقد بلغت القيمة التقديرية للأعمال اللازمة للتدعيم 5 مليارات و816 مليوناً و156 ألفاً، وفق الأسعار المعتمدة عند إعداد الكشوف التقديرية، وهذه المبالغ –حسب سليمان- غير متوفرة في موازنتنا لهذا العام والمخصصة لإكمال تنفيذ الخطة السنوية لمديريتنا والموضوعة بناء على جدول أولويات مديرية التربية، وبناء عليه فإن تنفيذ أعمال التدعيم المطلوب يتطلب رصد الاعتمادات المالية اللازمة للمعالجة مع الإشارة إلى أن أعمال الترميم منوطة بمديرية التربية وهي غير واردة في خطتنا.