استأثرت بحصة وافرة من الأسواق.. بسطات العيد.. “قرّب يا أبو العيال”
تشرين – عمار الصبح:
استأثرت البسطات بالنصيب الأوفر من الأسواق الرمضانية، وخصوصاً خلال الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل والذي تنشط فيه الحركة تجهيزاً للعيد، حيث ازداد عدد البسطات في الأسواق بشكل ملحوظ دون أن تستثني شيئاً من معروضاتها بدءاً بالحلويات والسكاكر مروراً بالألبسة والأحذية وليس انتهاء باكسسوارات وألعاب الأطفال.
ورغم كل ما يقال عن نوعية معروضاتها وعن جدوى هذا النشاط الاقتصادي الذي يصفه كثيرون باقتصاد الظل، فقد باتت البسطات المنتشرة في أغلب وأسواق مدن وقرى محافظة درعا أمراً واقعاً، ومتنفساً للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود والتي تقصدها مفضلة إياها على المحال المتخصصة ببيع الماركات.
وحسب قول إحدى السيدات فإن إقبال الكثيرين على التسوق من البسطات وخصوصاً في فترة العيد يعود إلى أسعار السلع المعروضة والتي تقل عن تلك الموجودة في المحلات بنسب تصل إلى النصف تقريباً وخصوصاً للألبسة والأحذية، وهذا الفارق يعد كبيراً ومغرياً في ظل الارتفاعات القياسية التي سجلتها الأسعار هذا الموسم، لافتة إلى أن هامش المفاصلة في السعر مع باعة البسطات يعد أوسع وهو أمر لا يكون متاحاً مع أصحاب المحال المتخصصة والذين على حد قولها “ما بيتحاكوا”.
وشهدت الأسواق حركة نشطة هذا الموسم مقارنة مع مواسم سابقة، ويشير صاحب إحدى بسطات الألبسة في السوق الرئيسي بمدينة الصنمين، إلى أن الحركة جيدة هذا الموسم وأفضل من سابقاتها وهذا مؤشر إيجابي حسب قوله، وحتى المحلات المتخصصة تشهد إقبالاً ملحوظاً يستمر إلى ساعات المساء.
ولجهة نوعية البضائع المعروضة على البسطات يرى صاحب البسطة أن الأمر نسبي فهناك بضائع تعرف “بالستوك” ونوعيتها ليست جيدة -والحديث هناك يدور عن الألبسة والأحذية تحديداً- وأسعارها أرخص بطبيعة الحال وهذه لها زبائنها، وبالمقابل ثمة بسطات معروضاتها نخب أول وهي من النوعية نفسها الموجودة في المحلات، وهي تباع بأسعار أخفض بنسبة 20% تقريباً، لافتاً إلى أن بعض أصحاب المحلات يعتمدون في تصريف بضائعهم على البسطات المنتشرة في الأسواق مقابل عمولات يعطونها لأصحاب البسطات زيادة فوق أرباحهم .
وتحجز البسطات أمكنة واسعة في الأسواق وفي مواقع رئيسة، بالكاد تفتح مسارات للمشي على الأرصفة وحتى في منتصف الشوارع الرئيسة، ويتفنن أصحابها بتزيينها وبوسائل عرض بضائعهم، فيما يجتهدون في اختيار عبارات المناداة “رخصة وفرصة”.. “قرب يا أبو العيال”، هذا فضلاً عن المنافسة وتكسير الأسعار بين الباعة خصوصاً حين اختلافهم على الزبائن.
يبين أحد بائعي الاكسسوارات وألعاب الأطفال أن البسطات هي موسم للعمل وفرصة لتحسين الدخل خصوصاً أن عملهم موسمي لذلك هو لا يخضع للضرائب ولا توجد تكاليف ولا رسوم، ما يجعل هامش الأرباح أكبر حسب قوله، مشيراً إلى أن الباعة باتوا يفهمون السوق، لجهة رفع وخفض الأسعار، فعندما تكتظ الأسواق ويزداد الطلب، تبدو الفرصة مواتية لرفع الأسعار، والعكس صحيح إذ عندما يهدأ السوق يبدأ الباعة بالبحث عن الزبائن والمناداة على البضائع بأسعار مخفضة، لدرجة أنه قد يضطر البعض أحياناً للبيع بأقل من رأسماله ولا سيما البضائع التي قد تذهب موضتها ولا تحتمل أن تبقى موسماً آخر.
ورغم ما يذهب إليه البعض من أن البسطات هي شكل من أشكال النشاط الاقتصادي غير المنظم أو اقتصاد الظل كما يحلو للبعض تسميته، يظل لهذا النشاط الاقتصادي وجوده القوي على الأرض، تفرضه الحاجة الماسة لفرص عمل ذات دخول مقنعة يحققها مثل هذا النوع من النشاط، وأيضاً تفرضها القدرة الشرائية المتدنية والتي كثيراً ما تجد في هذه البسطات ضالتها خصوصاً اذا كان الأمر يتعلق بإسعاد طفل صغير ينتظر حلة العيد الجديدة.