ريف الحسكة الشرقي من “الإهمال” إلى “الاهتمام”

تشرين – خليل اقطيني:

عندما علمنا أن مخبز كوكب الآلي تم إنجازه في 27 يوماً فقط، أدركنا أننا أمام “تحوّلٍ نوعي” في تعاطي الجهات المعنية في المحافظة مع ريف الحسكة الشرقي، الأمر الذي أدى إلى نتائج “كبيرة ومبهرة” وفي زمن قياسي، نقلت هذا الريف من “الإهمال” إلى “الاهتمام”. ما جعل سكان المنطقة ينعمون بالعديد من الإنجازات الهامة.

الخبز والمازوت لباب البيت

كان مخبز كوكب الآلي أول الإنجازات. وحسب مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي خليف تم افتتاح هذا المخبز وتشغيله بكمية إنتاج تم تحديدها بدقة وهي 9.150 أطنان من الخبز، استناداً إلى دراسة ميدانية لجميع الأسر التي تقطن في ريف الحسكة الشرقي. وبناء على الدراسة يتم إيصال حاجة كل أسرة من الخبز إلى باب بيتها عن طريق معتمدي التوزيع يومياً. ولهذا لا يتواجد في المخبز سوى العمال ومعتمدي توزيع الخبز الذين يحضر كلُّ منهم في موعده المحدد، لاستلام الكمية المخصصة له ثم يغادر إلى القرى المحددة، البالغ عددها 34 قرية في منطقة كوكب وخويلد ومحيطها.

الخبز والمازوت يصلان لباب البيت وتأمين حاجة السكان من السكر والرز المدعومين

ويؤكد خليف أن طريقة توزيع الخبز التي أثبتت نجاعتها، دفعت إلى تطبيقها في توزيع المواد الأخرى، التي أخذت تصل إلى سكان المنطقة لأول مرة. كمازوت التدفئة والسكر والرز بالسعر المدعوم.

زيادة حصة الفرد من مياه الشرب

أما بالنسبة لمياه الشرب، فيخبرنا المدير العام لمؤسسة المياه المهندس محمود العكلة أن محطة مياه “نفاشة” تزوّد سكان المنطقة بمياه الشرب، اعتماداً على مجموعة توليد تعمل على الديزل.

زيادة حصة الفرد من مياه الشرب وتنفيذ عدة مشاريع خدمية في المنطقة

ويتابع العكلة: ونتيجة لقلة كميات الكهرباء الواردة إلى المحطة، ومن أجل استمرار التيار الكهربائي اللازم لضخ المياه من الآبار وتأمينها للسكان المستهدفين، تم مؤخراً تركيب نظام الطاقة البديلة على 3 آبار من آبار المحطة التسعة لتشغيلها على الطاقة الشمسية. بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وفرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة. يضاف إلى ذلك الصيانة الشاملة التي أجرتها مؤسسة المياه  للمحطة، وتزويدها بخزان جديد سعة 25 ألف م3. واستبدال مضختين (غطّاس)، غزارة كل منهما 20 م3 بالساعة. الأمر الذي أدى إلى زيادة كمية المياه المُنتَجَة من المحطة. وبالتالي زيادة حصة الفرد من سكان المنطقة من مياه الشرب.

العلم والمعرفة منتظمان

زيارة عدد من المدارس في قرى المنطقة أظهرت أن الدراسة منتظمة في هذه المدارس رغم الصعوبات التي تواجه الكادر التدريسي في مدارس المنطقة، وأبرزها – حسب بعض المدرسين – الارتفاع الكبير بأجور النقل من مناطق سكنهم إلى مدارس المنطقة. ولهذا يتمنى المدرسون أن تراعي مديرية التربية الظروف المادية للكادر التدريسي، كون أجور النقل تلتهم نسبة كبيرة من رواتبهم.

الدراسة في مدارس المنطقة منتظمة وصيانة الطريق قيد الإنجاز 

ولحل هذه المشكلة يقترح مدرسو المنطقة تقسيم الكادر التدريسي إلى مجموعات تداوم بالتناوب في مدارس المنطقة.

مديرة التربية إلهام صورخان قالت: إن المديرية ستدرس هذا المقترح بجديّة، وتتخذ بشأنه القرار المناسب ضمن القوانين والأنظمة النافذة وتعليمات وزارة التربية، مع أخذ الظروف التي تمر بها محافظة الحسكة بالاعتبار.

وعَبّرت صورخان عن ارتياح مديرية التربية للوضع الدراسي في ريف الحسكة الشرقي، والذي يضم 17 مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى، ومدرسة واحدة مختلطة بين الثانوية والتعليم الأساسي “الحلقة الثانية”. ويعمل في هذه المدارس 145 معلماً و 18 مدرساً ومدرساً مساعداً و 29 إدارياً، يبذلون جهوداً يستحقون عليها الثناء بتدريس 2353 تلميذاً و 342 طالباً من أبناء قرى المنطقة.

من “المَحَل” إلى الوفرة

نسأل الشيخ حامد الساير أحد وجهاء المنطقة عن وضع المزروعات. فيقول : إنها أصبحت بخير بعد الأمطار التي هطلت في آذار، ثم صارت بأمان في ظل أمطار نيسان.

وحسب الساير: إذا كانت أمطار آذار التي هطلت بغزارة، وعلى دفعات يفصل بينها شروق للشمس وارتفاع بدرجات الحرارة، أدت إلى تسارع مرحلة الإشطاء والاستطالة التي تمر بها المزروعات في هذه الفترة، فإن أمطار نيسان نقلت الواقع الزراعي بشقّيه النباتي والحيواني من المستوى المتوسط إلى المستوى الجيد، وأنعشت آمال المزارعين بموسم زراعي وفير، بعد “المَحَل” الذي خيّم على المنطقة والمحافظة عموماً في الموسمين الماضيين. ويوضح الساير أن المقصود “بالمَحَل” هو انعدام الإنتاج الزراعي كليّاً بسبب قلة الهاطل المطري.

“الشريان” قيد العلاج

وحسب الساير بقي لسكان المنطقة مطلبان حتى تكتمل فرحتهم. هما إحداث مركز صحي، ومعالجة “الشريان” الذي يربط المنطقة بمحيطها. وهو الطريق السيّئ بسبب الإهمال الذي طاله خلال السنوات الماضية.

مدير الخدمات الفنية المهندس حَسّون النزّال أكد لنا أن هذه المطالب “أصبحت” في صلب اهتمام الجهات المعنية في المحافظة.  ففي مجال الطرق نفذت مديرية الخدمات الفنية عدة مشاريع في المنطقة، أبرزها تعبيد طريق كوكب – نفاشة “المرحلة الأولى”،  وتوسيع عَبّارة على طريق الحسكة – تل براك – الشرقي، وإنشاء عَبّارة على طريق النفط – موقع أم الجما. إضافة إلى إنشاء 3 عَبّارات على طريق كوكب – نفاشة.

وأشار النزّال إلى أن خطة العام الحالي لمديرية الخدمات الفنية تتضمن تنفيذ عدة مشاريع خدمية في الريف الشرقي، ولاسيما بعد زيادة الموازنة الاستثمارية في الخطة من 500 مليون ليرة إلى مليار و 500 مليون ليرة.

aqtini58@gmail.net

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
(وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة "هذه حكايتي" لعام 2024..  د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية