بطل على طريقة بوليوود بنكهة شامية
تشرين – زينب شحود:
حكاية البطل الشعبي الذي لا يُقهر في مسلسل “العربجي” تشبه تلك القصص الهندية الشعبية التي تُظهر البطل الخارق المتمرد على الظلم ذا القيم الأخلاقية والمبادئ السامية والبنية الجسدية القوية الذي يحارب الشر بكل بسالة ولكن بنكهة بيئة شامية تندرج تحت مسمى “الفانتازيا” تحمل بعض الإشارات التاريخية وتفتح للمشاهد الخيال للاندماج مع التفاصيل.
وتتشابه سمات الحكايات الشعبية العالمية بطريقتها البسيطة ولغتها العامية وهذا ما رأيناه في العربجي إضافة إلى انعتاقه من فكرة محدودية الزمان والمكان والتي ربما كانت بشكل متقصد للتحرر من تفاصيل الديكور والملابس والخروج من النمط المعهود للبيئة الشامية حيث ظهرت سمات محلية عبرت عن طبيعة المجتمع إضافة إلى ظاهرة التضاد والمطابقة في الحكاية والتي تعد سمة فنية مشتركة في الحكايات الشعبية التي تحمل سمات محلية وعالمية في الآن نفسه مثل صفات الشر والقبح والطمع والخبث التي يقابلها الخير والجمال والكرم والطيبة.
ويطل علينا النجم باسم ياخور في شخصية “عبدو” بطل المسلسل المضطهد والمظلوم الذي يتحول إلى مقاتل شرس لرد الظلم عن عائلته والتي تتناسب مع بنيته الجسدية لما فيها من مشاهد عراك وقسوة وتعنيف.
ويقدم المسلسل حكاية عبدو العربجي بطريقة سرد مشوقة وجذابة بأسلوبية الحكواتي والتي تتحدث عن الصراع بين الخير والشر وإصرار البطل على عدم الانكسار والنهوض مجدداً والتمسك بالقوة والدفاع عن قيمه وتحقيق ذاته وهي سمات مشتركة بين الحكايات الشعبية العالمية التي تتضمن الأسطورية والملحمية وتخرج عن حالة التوثيق إلى حالة التركيز على القصة و الصراع التشويقي.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم باحترافية الفنان باسم ياخور في أداء شخصية عبدو العربجي المحاطة بالظلم والقهر والتي قررت الانتقام من الشر إضافة إلى إعجابهم بمشاهد الحضرة الصوفية والصلاة ومناجاة الله والتضرع إليه في حين انتقد بعضهم عدداً من الهفوات التي وقع فيها صُناع المسلسل من حيث المكياج المبالغ فيه وتسريحات الشعر غير المناسبة وفينير الأسنان.