سورية ستعمر بشبابها… مبادرات رمضانية شبابية في الشهر الكريم
تشرين- شمس ملحم:
ضمن الظروف الاقتصادية الصعبة تزداد مبادرات الجمعيات وتكثف الفرق التطوعية عملها خلال شهر رمضان الكريم بهدف تعزيز التكافل الاجتماعي في المجتمع السوري وتوفير متطلبات الأسر المحتاجة وتخفيف الأعباء المعيشية عنهم.
تنطلق مبادرة “كسرة خبز” لفريق “كنا وسنبقى” التطوعي التي أبصرت النور عام 2013، من أهمية الدور الاجتماعي في تخفيف الأعباء عن الناس في مواجهة الظروف الطارئة والمستجدة التي تواجههم في الأزمات وتلك الناشئة من صعوبة الواقع الاقتصادي.
300 متطوع
تحدث عبد الرحمن عوض متطوع بفريق ” كنا وسنبقى” لـ ” تشرين” عن عمل الفريق التطوعي ومبادرة كسرة خبر مبيناً أن “هدف المبادرة تقديم الوجبات المطبوخة للأسر المهجرة جراء الحرب التي واجهتها سورية في مناطق ريف دمشق بشكل رئيس حيث يتم إعداد 2500 وجبة للأسر الأكثر تضرراً ومن خلال زيارتنا للعديد من المناطق المحررة من الإرهاب نلمس الحاجة الأكبر ضمن الظروف الصعبة التي تمر بها البلد نتيجة الحرب والعقوبات الاقتصادية والزلازل وغيرها.
وأوضح عوض أن “المبادرة مستمرة بأشكال مختلفة منها تقديم وجبات الإفطار للصائمين في شهر رمضان المبارك لافتاً إلى أن “المبادرة تستقطب عدداً كبيراً من المتطوعين يعملون على عدة فترات في اليوم وقد يصل عدد المتطوعين إلى 300 متطوع في الفترة الواحدة لنقف إلى جانب بعضنا كشباب سوريين ضمن الإمكانيات الفردية .
بدورها أشارت راما مهايني متطوعة بالمبادرة لـ ” تشرين” إلى أن عمل الخير يعطي الطاقة الإيجابية للشباب فمن المشاعر الجميلة أن نعمل ونطبخ الطعام لكل صائم ولكل محتاج، خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها”، مؤكدةً أنّ “هذا العمل منظّم ومقسّم وأنّ الفريق يعمل بروح واحدة ودون أي مقابل مادي، فالمقابل المعنوي كبير والشعور بالرضى أكبر”.
البداية بربطة خبز
بدورها، أشارت سارة فواز متطوعة في الفريق لـ ” تشرين” إلى أن البداية كانت من ربطة الخبز حيث كان الفريق يعمل على تأمين الخبز للأسر المحتاجة ومن ثم تطورت “كسرة خبز” كمبادرة رمضانية بهدف تقديم المساعدة لعدد من أسر محافظة “ريف دمشق” ، وذلك عبر تحضير وجبات جاهزة بأيدي المتطوعين وسلل الغذائية بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المحتاجين.
عن العقبات التي واجهتهم هذا العام، توضح الفواز أنها تتلخص في صعوبة تأمين المواد الأساسية من رز وسكر وزيت, خاصةً أن ثمنها يرتفع في شهر رمضان ، ورغم الأحوال الصعبة الجميع يحاول التبرع و لو بأشياء بسيطة، ومن الفريق ذاته هناك من يحضر مواد من منزله للتبرع أو بعض الأشخاص يتبرعون بمخصصاتهم من مادة البنزين ليتمكن الفريق من توزيع المساعدات في ريف دمشق .
توسع كبير
ومع اشتداد منعكسات الحصار على سورية، ومع تزايد نسب الفقر، بدأت المنظمات الخيرية بتوسيع رقعة تغطيتها لاستيعاب الوافدين الجدد إلى صفوف العاجزين عن تلبية متطلباتهم الأساسية جراء التراجع المطّرد في المؤشرات الاقتصادية بعدما تراكم الحصار فوق طبقات من الأزمات العالمية.
وللعام العاشر على التوالي يواصل متطوعو جمعية “ساعد” تنفيذ مبادرتهم الرمضانية “خسى الجوع” في منطقة المزة وتمكن هؤلاء الشباب والشابات من تقديم أكثر من /4/ ملايين وجبة طعام على مدار السنوات الماضية.
حيث أوضح مدير ومؤسس جمعية “ساعد” عصام حبال في تصريح لـ ” تشرين” أنه يتم تقديم /4000/ وجبة في اليوم وهذه الكمية تزداد خلال الأيام القادمة من خلال الدعم الذي تتلقاه الجمعية من المجتمع المحلي.
مضيفاً: “كنا نخشى أن يكون هناك نقص في المواد هذا العام، لكننا فوجئنا بأن المجتمع المحلي بدأ بتقديم الدعم والمواد منذ شهر، حيث بدأنا منذ ذلك الوقت التحضيرات لمبادرتنا في شهر رمضان فالفقر والغلاء وصعوبات تأمين الاحتياجات الأساسية، كلها أمور انعكست على تفاصيل الحياة اليومية لكثيرٍ من الأسر السورية، وأثرت على مقدرة أرباب هذه الأسر على تلبية أبسط احتياجات شهر رمضان.
علي سعيد متطوع في الجمعية صرح لـ ” تشرين”: أحرص على الوجود على حساب وقت عملي، لأن البلد بحاجتنا نحن الشباب الذين بقينا فيه ورفضنا السفر للغربة، لكي تعود أفضل مما كانت عليه من قبل، وهذا هو سبب وجودي هنا مع بقية الشباب والشابات المتطوعين.