البازارات مصدر الرزق «الحلال» للأسر الباحثة عن خيارات خلاص في الزمن الصعب

تشرين – نور ملحم:
تحجز منيرة إبراهيم ركناً دائماً في البازارات لبيع منتجاتها اليدوية من حقائب وإكسسوارات، تنتقل من فندق إلى آخر لعرض بضائعها وتسويق منتجاتها، إذ بات يؤمن دخلاً يساعدها على إعالة أسرتها.
تبين الإبراهيم في تصريح لـ” تشرين” أن مشروعها الصغير غيّر مجرى حياتها وساعدها على تربية أولادها الثلاثة بعد استشهاد زوجها، حيث تصنع كميات كبيرة قبل أي مشاركة بهدف بيعها مباشرة للزائرين والتي باتت مطلوبة بشكل مقبول، حيث لاقت استحساناً من الزبائن وبات الكثير يتصل فيها ويطلب كميات لا بأس بها .
تشير الخمسينية، إلى حرصها على الاشتراك بشكل دائم في أي بازار تسمع به حتى إنها باتت تتنقل ما بين المحافظات السورية .
وأصبحت البازارات التي تقام في المناطق السياحية والفنادق والصالات الكبيرة فرصة تنتظرها بعض السيدات من أصحاب المشاريع الصغيرة لعرض إنتاجهن من الأعمال اليدوية التي تتنوع بين تصنيع مواد التجميل الطبيعية والإكسسوارات والملابس والتحف والفضيات والتطريز والأدوات المنزلية وغيرها من إبداعات مشغولة بحرفية عالية وبأسعار منافسة عن الأسواق المحلية.
تعدّ وفاء الدروبي مصممة إكسسوارات يدوية أن البازارات فتحت أفاقاً واسعة للفتيات اللاتي يعملن معها في ورشتها الصغيرة في حي باب توما، مبينة في تصريحها لـ ” تشرين “: يوجد إقبال لا بأس به ضمن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فالبازارات والمعارض تحقق ربحاً كبيراً رغم عروض الأسعار المخفضة التي نقدمها.
مؤكدة أن الجودة في الصناعة وجمالية التصميم التي تجمع التراثي مع الحديث لاقت قبولاً كبيراً لدى الزبائن الباحثين عن التميز.
تنشيط العمل التسويقي
بالمقابل تؤكد سيدة الأعمال رشا خليفاوي التي نظمت العديد من البازارات والمعارض في تصريح لـ” تشرين”: يتم تنظيم البازارات من خلال التنسيق بين المشاركين كأفراد أو شركات والمؤسسات الحكومية لكسر حاجز الغلاء للمنتجات كنوع من التدخل الإيجابي .
مبينة أن المشاركة بالبازارات تكون مقابل مبلغ مالي رمزي الهدف من هذه الفعاليات توفير فرصة للاطلاع على المشغولات اليدوية المشاركة وعقد الصفقات التجارية، كما تنشط العمل التسويقي فهو ملتقى تسويقي وتجاري للمرأة تقدم من خلاله المواهب الحرفية والأعمال اليدوية المبدعة بمهارة وتشجعها على اقتحام عالم الأعمال إضافة إلى الهدف الإنساني بمساعدة العائلات المحتاجة .
فرصة للجميع …
وتقام معظم البازارات في سورية برعاية إحدى الجهات الحكومية كنوع من التنظيم لمثل هذه الفعاليات ولمنع أي نوع من الاستغلال لعرض منتجات غير سورية، حيث أكد رئيس اتحاد غرف التجارة محمد أبو الهدى اللحام في تصريح لـ ” تشرين” دعم الغرفة لجميع البازارات والنشاطات التي تدعم اليد العاملة ولتشجيعها على الأخذ بيد أصحاب المهن والمشاريع متناهية الصغر ذات المنتجات المتنوعة والمشغولة باحتراف وجودة عالية، لافتاً إلى ما يشكله أي بازار أو معرض يعد فرصة لتسويق منتجات المشاركات والترويج لها وتشجيعهن على المزيد من الإنتاج والمساهمة في دعم الاقتصاد الأسري.
وعدّ اللحام أن إقامة البازارات والمهرجانات الرمضانية تتيح للمتسوقين التسوق إلى أوقات متأخرة في الليل بعكس التسوق من الأسواق التي تغلق أبوابها في التاسعة مساء بالإضافة إلى بعض العروض التي تقدمها الشركات المشاركة في المهرجان والبيع بسعر الجملة.
وبحسب رئيس اتحاد غرف التجارة السورية فإن البازارات تنتشر بشكل كبير في جميع المحافظات وذلك لرُخص ثمن البضاعة فيها ولحاجة الكثير من الناس لها للتخفيف من وطأة ما يلاقونه من غلاء في الأسعار وشُح في المال الذي بين أيديهم، وكانت تلك البازارات أيضًا فرصة لكثير من الشباب العاطل عن العمل، وجدوا فيها رزقاً وفرجاً عمَّا يلاقونه في جلوسهم الطويل داخل بيوتهم.