ربّاعونا وهجُهم لا ينطفئ
الأخبار الرياضية المفرحة للإنجازات التي تحققت على أيدي رياضيينا الأبطال في المحافل الرياضية الدولية أصبحت حاضرةً دائماً في واقعنا الرياضي، ومنصات التتويج للكثير من الألعاب الرياضية صارت مألوفة للرياضيين السوريين وجزءاً من قواميسهم، وهم يثبتون يوماً بعد يوم أنهم السفراء الأمينون للوطن الذي أهلهم وهيأهم ليمثلوا، ويرفعوا علمه ونشيده عالياً في سماءات المجد والبطولة، وما الإنجازات التي تحققت مؤخراً للعديد من منتخباتنا الوطنية وأبطالنا الرياضيين إلا تعبير صادق عن هذا الالتزام تجاه الوطن وتتويج لمرحلة طويلة من التدريب والإعداد لخوض البطولات المحلية والإقليمية والدولية، والتي كان آخرها تفوق وتميز لاعبنا بألعاب القوة الرباع الشاب علي منذر محمد الذي توج بالميدالية الذهبية برفعة الخطف في منافسات وزن /102/ كغ بعد رفعه وزن /147/ كغ بفارق /8/ كغ عن أقرب منافسيه في بطولة العالم للشباب تحت /17/ عاماً والتي أقيمت في العاصمة الألبانية تيران.
وتعد هذه الميدالية الذهبية التي زينت صدره هي الأولى في تاريخ رياضة رفع الأثقال في سورية ما يجعلها أيقونة جميلة ومبشرة للمستقبل الرياضي لهذه اللعبة، ويعد هذا الإنجاز فاتحة خير للاستحقاقات الرياضية القادمة له ومحطة تنافسية مهمة تزيد في صقل خبراته وتعزيز تميزه للوصول مستقبلاً إلى المشاركات العالمية المهمة، وهذا ما يجعلنا نفخر، ونعتز بهّذا البطل الذي عكس الصورة المشرفة لشباب الوطن الرياضي رغم خصوصية المرحلة بسبب الظروف التي مرت على الرياضة السورية وتأثيرها السلبي على عطائها وانتشارها، وقلة المشاركات الخارجية، فمرحى للبطل علي منذر محمد وهنيئاً لنا جميعاً بهذا الإنجاز الرياضي الواعد، ونتمنى أن يكون فوزه دافعاً لجميع الرياضيين السوريين وفي كل الألعاب للوصول إلى المراكز المتقدمة والمميزة في المحافل الدولية المهمة وحافزاً إضافياً يعزز ثقتهم بإمكاناتهم وقدراتهم الرياضية لأن دروب المجد والنجاح لا تضيء مصابيحها إلا بالكثير من الجهد والتدريب الفعال والإرادة الصلبة وضرورة حذف كلمة مستحيل وعبارة نحن لا نستطيع واستبدالهما بما نحن أهل له من قدرة وإمكانات وثقة بالنفس وصولاً إلى التميز والريادة، فالأمل معقود دائماً على جميع العاملين في المفاصل الرياضية ببذل الجهود ومضاعفتها والعمل الملتزم تحت رعاية القيادة الرياضية لخلق المناخ الملائم والظروف المناسبة التي تساعد الرياضيين في جميع الألعاب على التمكن من دخول دائرة المنافسات الدولية كأرقام صعبة تحظى باحترام وتقدير كبيرين يتناسبان مع سمعة الرياضة السورية وأبطالها .