سلوكيات منزلية خاطئة تُنتِج أمراضاً قاتلة.. احذروا الفاكهة في غير مواسمها
تشرين- بارعة جمعة:
“كل شي بوقته حلو”، على سبيل التعميم لا الحصر، و”المعدة بيت الداء” كما يقال، عبارات تحمل الكثير من التحذيرات التي أطلقها أطباء وخبراء تغذية لتفادي أمراض عدة، تنشأ إثر اتباع عادات غذائية غير صحية، تمثلت بما تقوم به ربات المنزل من عادة حفظ الطعام من عام لآخر، خوفاً من فقدانه أو وسط قناعة تامة بضرورة امتلاكه على مدار العام، من دون النظر للمخاطر المحفوفة ضمن هذا السلوك غير المحبب من المختصين بعلم التغذية، والذي أثبت مع الوقت عدم جدواه أو فائدته مستقبلاً.
تجميد الأطعمة
لم تعد مواسم الزراعة حكراً على فصل دون آخر، بل تعددت الأصناف وامتزجت النكهات بين الصيف والشتاء، فلم يعد للفاكهة طعم أو لون، هي رؤية حديثة وصلت حد الخوض في تفاصيل أربكت الكثير من الأسر، ممن وجدوا عدم الجدوى من الاحتفاظ بكميات كبيرة من الخضار الصيفية ضمن البرادات، التي لم تعد تجدي نفعاً بل أصبحت عبئاً على كاهل ربة المنزل في اقتناء هذه الأنواع المتوافرة على مدار العام، لكن ماذا عن القيمة الغذائية التي تحويها؟
الفواكه والخضار المجمدة لمدة طويلة تفقد عناصرها الحيوية
أثبتت الدراسات بأن تعرض الفواكه والخضار لمدة طويلة للتجمد يفقدها عناصرها الحيوية مثل الفيتامينات والأنزيمات، كما أن لحفظ هذه الأطعمة ضمن حافظات بلاستيك ضرراً أكبر، لاتصالها المباشر به والذي سيؤدي حتماً لنقل الكثير من المواد الكيماوية المصنوعة منه للطعام ومن ثم لأجسامنا، عدا عن إمكانية تعرض المرأة الحامل لاحتمالات تشوهات خلقية في الجهاز التناسلي للأجنة، وتغييرات هرمونية وسلوكية للأطفال أيضاً.
خبيرة تغذية: الفواكه والخضار غير الموسمية تحوي مبيدات ونترات لضمان تخزينها وصلاحيتها
ولعلّ ما أشارت إليه وأعلنت عنه خبيرة التغذية الروسية الدكتورة إيرينا نيكولينا كان إثباتاً على ذلك، والذي جاء ضمن حديث خبيرة التغذية نايا العبد الله أيضاً، التي أكدت في حديثها لـ “تشرين” احتواء الفواكه والخضار غير الموسمية على كمية كبيرة من المبيدات والنترات التي تستخدم لإطالة مدة تخزين وصلاحية هذه الأطعمة.
تأثيرات جانبية
بالتزامن مع التحذير من خطورة هذه المبيدات، تأتي الانعكاسات السلبية لهذه الأطعمة على صحة الإنسان متمثلة بحساسية ومشكلات في الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والغدد الصماء، وأمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب، عدا عن علاقة النترات بتطور الأورام أيضاً، كما أن لاختلاف التركيب الهرموني عند البالغين علاقته الكبيرة بهذا الأمر وفق العبد الله، التي خاطبت الأهالي مطالبة الجميع بالعمل ضمن سياسة تعليم أبنائهم منذ الصغر تناول كل صنف في موسمه، وعدم تكرار هذه الأخطاء المضرة بالصحة.
على الأهالي تعليم أبنائهم منذ الصغر تناول كل صنف في موسمه
للأطفال أيضاً محاذير عدة أطلقتها خبيرة التغذية نايا العبد الله، والتي تأتي أشد خطورة لكون عملية إزالة السموم من جسم الطفل بطيئة عكس البالغين، فيما لتغيير السلوكيات الشرائية لدى الأهالي دوره في تفادي هذه الكوارث الصحية، وذلك بالتركيز على مواسم الصيف التي تحوي فاكهة خاصة به، لتبقى الحاجة الماسة والضرورات تبيح المحظورات، أي إنه بالإمكان الحصول على الفيتامينات من المنتجات المجمدة، وفي حال الرغبة الشديدة بتناول فاكهة طازجة يفضل شراء الفاكهة صغيرة الحجم وذات الألوان والرائحة الطبيعية وليس الكبيرة ذات الألوان الجذابة.
لذا لا تأكل الفاكهة إلّا في أوانها، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، ولو اضطر الأمر لانتظار الموسم من عام لآخر.