لا حوادث «تسونامي» على السواحل السورية عبر التاريخ ولا معطيات لحدوثه

تشرين- رفاه نيوف:
ازداد الاهتمام بالظواهر الجوية، وما يمكنها أن تسببه على البر من حوادث  وكوارث، خاصة بعد  زلزال ٦ شباط الماضي، ومنها الأمواج البحرية وهل السواحل السورية قد تكون عرضة لحوادث تسونامي؟
رئيس مركز الأرصاد الجوية بطرطوس عهد اسمندر تحدث في  محاضرته التي قدمها بدعوة من  قصر الثقافة في مدينة بانياس صباح اليوم بعنوان “الأمواج البحرية، أنواعها أسبابها وطرق التنبؤ بها والتخفيف من آثارها”، والتي تأتي ضمن فعاليات اليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يصادف في ال  23 من آذار من كل عام، وذلك ضمن اتفاقية  المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي دخلت حيز التنفيذ في 23 آذار عام 1950.

ثلاثة أنواع للأمواج
تحدث اسمندر بداية عن الأمواج بشكل عام وأن الأشعة القادمة من الشمس هي السبب الرئيسي في تشكل الدورة العامة للرياح والرياح نتيجة احتكاكها بالطبقة السطحية لمياه المحيطات والبحار تشكل الأمواج
بشكل عام  الأمواج   تقسم إلى ثلاثة أقسام، أمواج تتشكل نتيجة الرياح، و أمواج تتشكل نتيجة الزلازل، وأمواج نتيجة المد والجزر بسبب  جاذبية القمر لكتلة الماء في الأرض.
ونوه اسمندر بأن  الأمواج في عرض البحر تكون مرتفعة وقد تصل إلى 20 متراً نتيجة العواصف الكبيرة في المحيطات، ولكن يقل ارتفاعها عند الشاطئ، أما الأمواج العاصفة فتترافق  مع منخفض جوي  عميق أو  حالة عدم استقرار شديد قد يترافق بنشاط الرياح الجنوبية الغربية،  لأن نشاط هذه الرياح هو الذي يؤدي إلى تشكل أمواج عالية وبالتالي توقف حركة  الملاحة البحرية وحركة الصيد.

تنشأ من الزلزال
وقال اسمندر: إن أمواج تسونامي  تختلف تماماً من حيث المنشأ عن الأمواج البحرية،  فالأمواج البحرية العادية تنشأ من الرياح، أما أمواج تسونامي   فتنشأ من الزلزال،  ولكن بشرط أن يكون الزلزال في قاع المحيطات وليس على البر وبقوة تتجاوز 7 على مقياس ريختر،  ما يؤدي إلى حركة تصاعدية فجائية نحو الأعلى وترتفع كتلة هائلة من الماء إلى الأعلى لتكون نواة لتوليد موجة التسونامي ومن ثم تنتشر هذه الموجة على شكل أمواج دائرية باتجاه جميع الشواطئ وبسرعة كبيرة جداً قد تتجاوز 600 كم / سا وتصل إلى 800/سا وهذه الأمواج قد تكون طويلة جداً و لا يشعر بها في المحيطات.

لا حوادث تسونامي
وبيّن اسمندر أن 80% من حوادث تسونامي تتشكل في المحيط الهادي و تشمل   اليابان  مركزاً لها ، وأصل كلمة تسونامي يعود للغة اليابانية (تسو) تعني المرفأ و(نامي) تعني الموجة ، أما في  المحيط الأطلسي والمتوسط فلا يتجاوز حدوثها   10% وهذا شيء مطمئن، والمنطقة التي يحتمل حدوث تسونامي بها هي منطقة شمال شرق المتوسط منطقة إيطاليا واليونان.
وأشار اسمندر إلى أن التاريخ  لم يذكر  وجود تسونامي على السواحل السورية، وقد يعود ذلك لوجود جزيرة قبرص كمصد لهذه الأمواج بالإضافة إلى أن تسونامي يحتاج إلى محيط كبير ومساحة كبيرة من الماء حتى يتشكل.
وأكد أنه في حال  إمكانية  حدوث  تسونامي يمكن لمراكز الرصد التنبؤ به قبل 20 دقيقة على الأقل  لتتم عمليات الإخلاء.
مشيراً إلى أنه لا يمكننا نفي حدوث تسونامي على السواحل السورية، ولكن حسب المعطيات لا وجود ل تسونامي على السواحل السورية.

أمواج المد والجزر
ولفت اسمندر إلى أن أمواج المد والجزر منشؤها فلكي وناتجة عن جاذبية القمر وتعمل الشمس كمنظم لموضوع أمواج المد والجزر لذلك يكون هناك مد   مرتفع نتيجة وجود  الشمس والقمر والأرض باتجاه واحد، ومد منخفض عندما تكون الشمس والقمر على ضلعي مثلث قائم الزاوية، ونلاحظ أن المد الأعظمي يكون في الأسبوع الثاني والرابع من الشهر القمري وهناك علاقة بسيطة لحساب ساعات المد يستخدمها الصياديون لحساب المد والجزر.

رئيس مركز  الأرصاد الجوية بطرطوس: انحسار البحر الذي ترافق مع الزلزال نتيجة الفعالية الجوية وليس نتيجة  الزلزال

وأكد اسمندر أن انحسار البحر الذي لوحظ في الفترة الماضية في كل سواحل شرق المتوسط عقب الزلزال، لا علاقة له بالزلزال،  وهذه الظاهرة تعود لسببين: الأول ارتفاع حالة  المد والجزر عن السنوات السابقة والثاني الضغط الجوي حيث كان الطقس عاصفاً في فترة الزلزال والضغط منخفضاً وبعد الانخفاض شهد الجو  ارتفاع  قيمة الضغط بشكل كبير وهذا الارتفاع كان له تأثير سلبي في موضوع انخفاض منسوب المياه.

أنظمة الإنذار المبكر
وعن كيفية التخفيف من آثار الأمواج ذكر اسمندر أن الأرصاد الجوية تعطي تحذيرات بحرية قبل يومين أو ثلاثة  للجهات المختصة، عند وجود منخفض جوي عميق،  وأن  هناك منخفضاً جوياً ونشاطاً كبيراً للرياح الجنوبية الغربية وبالتالي ارتفاع للأمواج  لتأخذ الاحتياطات اللازمة، ولأمواج تسونامي أنظمة الإنذار المبكر التي تقوم بتوجيه تحذيرات إلى مراكز الرصد الزلزالي ليتم اتخاذ الإجراءات قبل ٢٠ دقيقة من حدوثه.

التنين البحري
وبين بأن التنين البحري عبارة عن قاعدة غيوم ركامية تنشأ فوق البحر ملتفة فيها بخار ماء مع رياح تتجاوز سرعتها أحياناً 100كم/سا وتتحرك باتجاه اليابسة وعندما تصل تسبب أضراراً كبيرة تمشي بحدود 1 كم مصدرها مائي وتموت عندما تصل إلى اليابسة وهي في البحر وادعة ليس لها أي تأثير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار