الروائي «حسن حميد».. أسبقيّة في حصد الجوائز وتشريح الشخصيّة اليهوديّة

تشرين-سامر الشغري:
لم يكن غريباً أن يحصل الروائي الدكتور حسن حميد على جائزة نجيب محفوظ للرواية للمرة الثانية، فهو متخصص في حصد الجوائز وسجله فيها حافل بالمراكز الأولى لكبرى المسابقات الأدبية العربية، والتي تحمل أسماء مبدعين من الصف الأول أمثال حنا مينه والطيب صالح وسعاد الصباح.
وعبر روايته الأحدث «ناغوغي الصغير» التي جعلته أول أديب عربي يحقق جائزة نجيب محفوظ مرتين، يواصل حميد تقديم الشخصية اليهودية التي تكاد تكون الثيمة الأساسية لأعماله من (جسر بنات يعقوب وأنين القصب ومدينة الله)، ليتناول مع روايته الأحدث قضية شريحة يهود الفلاشا (اليهود الأثيوبيين) الذين أغوتهم الدعاية الصهيونية للهجرة إلى كيان الاحتلال، ليتفاجؤوا بأن كل ما قيل لهم من وعود مجرد أكاذيب وبأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة.
وعبر هذه الرواية الصادرة عن وزارة الثقافة الفلسطينية يستعين حميد مجدداً بالوثيقة التاريخية، فهو يخبرنا منذ المقدمة أنه اعتمد فيها على مذكرات ورسائل، كتبها بطل الرواية «ناغوغي الصغير» وتركها لدى ابنة مختار قرية (سمخ) التي استأجرعندهم فترة من الزمن، لتقوم تلك الفتاة بترجمتها إلى العربية بعد رحيله.
وكان لافتاً أن حميد عندما فاز سنة 1999 للمرة الأولى بجائزة نجيب محفوظ التي أطلقتها الجامعة الأمريكية في القاهرة، قدم أيضاً رواية بطلها شخصية يهودية هو المهاجر (يعقوب)، وبحث طويلاً في مصادر التاريخ عن واقعية قصة جسر بنات يعقوب (عنوان الرواية) الذي كان يقع على نهر الأردن ويصل الجولان بفلسطين، ما عكس وفق الباحثة الدكتورة حنان حوامدة (إيغال الكاتب في مدارج التاريخ واستفادته من المخزون الديني التاريخي وربطه بالحاضر)، وليس هذا فحسب، بل إن حميد عبر هذه الرواية فند الأسطورة الصهيونية بأن تسمية الجسر نسبة للنبي يعقوب.
وليست الرواية هي النافذة الوحيدة التي أطلت منها موهبة حميد العالية في السرد، بل تجلت في منافذ أخرى كما في كتابه التوثيقي لحياة الشاعر بوشكين والموسيقي تشايكوفسكي تحت عنوان «الدبان الذهبيان»، إذ قدم هذا الروائي فصلاً مدهشاً من التراجيكوميدي، وهو يحدثنا عن بداية علاقته خلال دراسته في دار المعلمين مع الباحث الموسيقي الراحل صميم الشريف، والذي أغضبته قلة اهتمام حميد القادم من المخيمات الفلسطينية وحكايات الفدائيين بالموسيقا الكلاسيكية، حتى قال وهو يضرب كفاً بكف «حسن الله يعوض»، ولكن كانت للأخير اهتمامات أخرى وشغف بجنس إبداعي مختلف سيظهره بعد سنوات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار