انخفاض استهلاك اللحوم إلى النصف.. وتوقعات جمعية اللحامين مخيبة للآمال «حماية المستهلك»: أسعار الفروج الدارجة بالأسواق تغطي نفقات المربين وتدر عليهم أرباحاً كبيرة
تشرين– مايا حرفوش:
تواصل أسعار اللحوم ارتفاعها لتصل لأرقام غير مسبوقة على الرغم من انخفاض نسبة استهلاكها إلى حدوده الدنيا، فقد بات الكثير من المواطنين عاجزين عن شرائها، حتى وإن كانت بكميات قليلة.
وخلال جولة لمراسلة «تشرين» على عدد من القصابة ومحال الفروج في مدينة دمشق، أشار لنا عدد من أصحاب المحال الى وجود انخفاض كبير باستهلاك اللحوم بكافة أنواعها، حتى إنّ ظاهرة شراء الزبائن للمادة بكميات قليلة سواء أكانت بالأوقية أو بالقطعة وفق ما درج بالسابق لم تعد كما عهدها.
ويصل سعر كيلو هبرة الخاروف وفق الأسعار الموجودة في الأسواق الى 90 ألف ليرة، وكيلو الغنم المسوف مع نسبة دهن 60 ألف ليرة، ولحم الخاروف بعظم 60 ألفاً، ووصل سعر كيلو لحم العجل إلى 55 ألف ليرة، وكيلو العجل المسوف 35 ألف ليرة، وشرحات لحم العجل 65 ألف ليرة، في حين أن سعر الفروج وأجزائه وصل إلى حدّ غير مقبول، فسعر كيلو الشرحات وصل إلى ٣٧٥٠٠، وسعر كيلو الوردة ٢٨ ألف ليرة، وسعر كيلو الدبوس ٢٧ ألف ليرة، وسعر كيلو الكستا ٢٩ ألف ليرة، وكيلو الجوانح ١٨٥٠٠، وكيلو السودة ٢٧٥٠٠.
“دستة” من الحلول
يرى أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة في تصريح لـ«تشرين» أن سبب ارتفاع سعر اللحوم هو عدم وجود دراسة اقتصادية ملمة بحاجة الأسواق المحلية من المادة، متسائلاً: هل يعقل أن نفتح باب تصدير 200 ألف رأس غنم من دون أن نحدد حاجة أسواقنا المحلية من المادة.
وفيما يتعلق بالذرائع التي اعتدنا سماعها من المسؤولين عن تربية الفروج بأنها لم تعد مجدية على الإطلاق، عدّ حبزة أن أسعار الفروج الدارجة بالأسواق تغطي نفقات المربين وبكل تأكيد ستدر عليهم أرباحاً كبيرة في حال استمر ارتفاع أسعار لحم الفروج، مشيراً الى أن استمرار الارتفاع سينعكس سلباً على القدرة الشرائية للمستهلك.
واقترح حبزة مجموعة من الحلول لتخفيض سعر اللحوم، في مقدمتها ضرورة زيادة دعم مؤسسة الدواجن لتستطيع طرح مادة اللحوم البيضاء بكميات كبيرة وبسعر منافس، وتوفير الأعلاف وحوامل الطاقة للمربين، وعدم حصر استيراد الأعلاف بالمستوردين ذوي الملاءة المالية الكبيرة، وتوسيع رقعة المستوردين ذوي الملاءة المالية الضعيفة.
كذلك دعا حبزة إلى ضرورة استثمار الأراضي الزراعية ودعم المزارعين بمستلزمات الإنتاج وتالياً إنتاج كميات وفيرة من الأعلاف، والعمل على تأمين الآلات اللازمة لتجفيف الذرة الصفراء.
إحجام عن الذبح
بدوره، رئيس جمعية اللحامين في مدينة دمشق وريفها أدمون قطيش أكد أن الطلب على اللحوم انخفض بمقدار النصف عن العام الماضي، حيث كان يتم ذبح 1500 رأس يومياً، أما هذا العام فانخفض لحدود 500- 600 رأس غنم يومياً، لافتاً إلى أن الأسباب تكمن في قلة العرض والإحجام عن الذبح لكونها فترة رعي وكذلك عزوف المربين عن التربية نظراً لارتفاع التكلفة.
وأشار قطيش إلى أن المشكلة بالدخل المنخفض، معتبراً أنّ اللحوم في دول الجوار أغلى بكثير من سورية، منوهاً بأن الأسعار لن تنخفض في شهر رمضان المبارك، كما أن الشراء يتم بالأوقية بسبب وضع الكهرباء الحالي وعدم القدرة على التبريد.
وختم قطيش: نأمل حدوث انفراجات بعد شهرين على صعيد المحروقات وانخفاض التكلفة، مشيراً إلى أن كيلو الخاروف الحي 36 ألفاً والمذبوح بحدود 70-75 ألفاً وأسعار لحوم العجل كذلك الحال متقاربة.