الفرحة بأمطار شباط لم تكتمل.. محصول القمح يشكو العطش والانحباس المطري يحيله إلى «مجهول المصير»

تشرين – عمار الصبح:

لم تكتمل فرحة فلاحي القمح في محافظة درعا بالأمطار التي شهدتها المحافظة بداية شهر شباط الماضي، حتى عاد انقطاع الأمطار مجدداً مع مرور ما يقارب الشهر على الانحباس المطري ما بات يهدد محصول القمح بالضياع هذا الموسم.
حالة محصول القمح ليست على ما يرام، حسب قول كثير من الفلاحين في المحافظة وخصوصاً المزروع بعلاً والذي بدأت تظهر عليه علامات العجز والعطش وتأخر النمو، إذ من المفترض أن يكون القمح حالياً في فترة الإشطاء والاستطالة، فيما لا يزال كثير منه في بداية الإنبات، وهذا مؤشر على العجز الذي أصابه من جراء العطش وارتفاع درجات الحرارة الأخير.
أما القمح المروي فليس بأفضل حال حسب قول الفلاحين، فقد تركت الحالة الجوية الأخيرة والانحباس الطويل للأمطار آثاره السلبية عليه ما دفع الفلاحين للجوء إلى ريّات إضافية لإنقاذ المحصول مع ما يفرضه ذلك من تكبد تكاليف المحروقات اللازمة للري، رغم أنه لا يزال مبكراً اللجوء إلى مثل هذه الريات في هذا الوقت الذي تعوضها الأمطار بالعادة، مطالبين بزيادة مخصصات الفلاحين من المحروقات للري حتى من دون التنظيم الزراعي ما يفتح المجال لسقاية مساحات أوسع من المحصول وما يسمح أيضاً بعودة قسم من الأراضي البعلية إلى الإنتاج وخصوصاً تلك التي تتوافر قربها مصادر للري.
وتختلف حالة محصول القمح بين منطقة وأخرى في المحافظة، إذ لا يزال الحديث عن بوادر “الأمل” ترافق المحصول في المنطقة الغربية من المحافظة والتي تصنف بأنها منطقة استقرار أولى، فضلاً عن توافر مصادر الري كالسدود والآبار الجوفية في هذه المنطقة، فيما يتراجع مستوى المحصول بالاتجاه شرقاً مع قلة الأمطار وصولاً إلى منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة والتي من المتوقع أن تخرج من دائرة الإنتاج باكراً هذا الموسم، مع قلة الموارد المائية المتاحة للسقاية فيها.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح المروي بدرعا 11 ألف هكتار بنسبة تنفيذ بلغت 106% عن المخطط، فيما بلغت مساحة المزروع منها بالقمح البعل قرابة 70 ألف هكتار بنسبة تنفيذ 84%، وهنا يتضح حجم الخسائر المتوقعة من جراء خروج هذه المساحات البعلية من دائرة الإنتاج فيما ظلت الأحوال الجوية على حالها وطال الانحباس المطري أكثر.
وفي سياق الإجراءات المتخذة للتخفيف من وطأة الظروف الجوية يبدو التركيز على القمح المروي أكثر وضوحاً، فقد قررت لجنة المحروقات الفرعية بدرعا تزويد مزارعي القمح المروي بدفعة ثانية من المازوت الزراعي لحاجات السقاية وذلك حسب المعنيين بالشأن الزراعي كإجراء فرضته الظروف الجوية وحالة انحباس الأمطار لفترة طويلة.
وأوضح مدير الزراعة المهندس بسام الحشيش أن اللجنة خصصت كمية ثلاثة لترات للدونم الواحد المزروع بالقمح كإجراء إسعافي وتنفيذ رية ثانية للمحصول، بعدما جرى تنفيذ رية سابقة في شهر كانون الثاني الماضي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار