«بوظة».. محمد سمير طحان يدخل عوالم الطفولة مجدداً

تشرين- ميسون شباني:
يستكمل المخرج محمد سمير طحان المسير نحو شغفه في مجال كتابة السيناريو والإخراج، وهذه المرة عبر الفيلم الروائي القصير«بوظة» ويجدد عبره الدخول إلى عوالم الطفولة بعد فيلمه السابق «أماني» وحاكى عبره المخاطر التي يتعرض لها الطفل في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
البحث عن الأمان
عن فكرة الفيلم ومضمون ما يحمله يقول المخرج طحان لـ«تشرين»: يقدم فيلم «بوظة» قصة طفلة وجدت نفسها وحيدة في سن مبكرة من عمرها لتعاني صعوبات الحياة في قرية من قرى ريف دمشق التي تعرضت لويلات الإرهاب ما يحرمها من الأمان بكل أشكاله ومن أبسط حقوقها كطفلة في هذا العالم، ويستمر هذا الوضع حتى تتحرر قريتها وتعود الدولة بكل مفاصلها لتمارس دورها في رعاية أبناء هذه المنطقة ومنهم (منى) التي يتم اكتشاف موهبتها الفذة بالرسم من قبل مبادرة شبابية، لتشارك بعدها في مسابقة عالمية للأطفال في فن الرسم وتفوز بالمركز الأول، وتدعى إلى دمشق ليتم تسليمها الجائزة ضمن حفل مخصص لذلك، لتبدأ تداعيات ذاكرتها، وهي تدخل العاصمة أول مرة.
أحلام صغيرة
ويضيف طحان: بعد انتهاء الحفل واستلامها الجائزة تقوم مجموعة من الصحفيين بانتظارها لإجراء لقاءات معها، ولا تلبث أن توقع بهم صدمة كبيرة عندما تجيب إحدى الصحفيات عن سؤالها بشأن أمنيتها التي تشغل بالها في تلك اللحظة، وهنا لن نحرق المفاجأة حول ماهية أمنيتها، ولكنها ترمز للكثير من الأحلام الصغيرة التي ترافق مخيلات أطفالنا خاصة من أكلت سنوات الحرب أيام طفولتهم، والذين يحتاجون الكثير من الرعاية والعناية والاهتمام ليتجاوزوا كل رواسب الحرب، وتتم مداواة أرواحهم ليعودوا للحياة كمواطنين إيجابيين في المستقبل، ويتم الاعتماد عليهم في بناء سورية التي نحلم ونعمل من أجلها جميعاً.
إعادة بناء الطفل
وبخصوص تنفيذ الفيلم في هذا الوقت يجيب طحان: الفيلم كتب قبل خمس سنوات، وفاز بمسابقة للنصوص أقامتها مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قبل عامين، وتمّ تأجيل إنتاج الفيلم لظروف إنتاجية حتى تم إدراجه مع خطة هذا العام، ونأمل أن نشارك بهذا الفيلم في المهرجانات السينمائية الخارجية لإيصال الصورة الحقيقية لما عاناه ويعانيه الشعب السوري من جراء الحرب الإرهابية على سورية وآثارها التدميرية على الإنسان السوري.
ويستكمل طحان الحديث عن فيلمه «بوظة»: قدمنا قصة ترمز إلى حلم أي طفل من أطفال سورية في ظل الحرب الإرهابية التي عانينا ونعاني منها بهدف تسليط الضوء على هذه الشريحة المتعبة التي يجب الأخذ بيدها وترميم أرواحها وإعادة بناء ذواتها بما ينعكس إيجاباً على مستقبل سورية التي نحب، ونعمل من أجلها.
مواهب مبشّرة
وعن صعوبة التعامل مع الطفل وضبط إيقاعه خلال التمثيل يقول طحان: أصعب أنواع الدراما هي التي يكون صناعها من الأطفال، وتحكي عنهم البطلتان الأساسيتان وهما طفلتان واحدة في عمر الخامسة والثانية في عمر العاشرة، وهذه لا شك مغامرة ولكنها محسوبة النتائج من خلال التحضير الجيد والمراهنة على مواهب مبشرة في المستقبل سواء الأطفال أو الوجوه الشابة التي لعبت بقية الأدوار.
الجدير ذكره أن المخرج طحان كان قد فاز في المسابقة الأولى لسيناريو سينما الأطفال التي أطلقتها المؤسسة العامة للسينما عن نص فيلم «الدمية المحاصرة»؛ لتكون البداية مع عالم كتابة السيناريو، وبعدها قام بإنجاز فيلم «اللعبة» كتابةً وإخراجاً بمساعدة عدد من الأصدقاء من دون وجود جهة إنتاجية له، وعرض على هامش مهرجان «سينما الشباب والأفلام القصيرة» بدورته الرابعة، كما أنجز فيلم «إشارة حمرا» ليشارك في المهرجان ذاته بدورته الخامسة، وينال تنويهاً في تظاهرة «أيام دمشق السينمائية» ضمن مسابقة لجنة التحكيم، كما شارك في الدورة السادسة من المهرجان بفيلمين هما: «رائد فضاء»، من تأليفه وإخراجه، و«قضبان المدينة»، من تأليفه وإخراج «فادي رحمون»، كما فاز فيلم «بوظة» في مسابقة اختيار نصوص الأفلام القصيرة التي أطلقتها مديرية الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وقدمت مسرحيته الأولى «الطين الأحمر» تأليفاً وإخراجاً على خشبة مسرح «القباني»، ضمن مشروع «دعم مسرح الشباب»، إذ فاز النص بموافقة لجنتي قراءة في مديرية المسارح والموسيقا، وكان النص السوري الوحيد للكبار من بين النصوص الخمسة الفائزة بالمنح، وهو عرض (مونودراما) تدخل فيه السينما إلى جانب الأداء الحي على الخشبة لتقديم فرجة بصرية من نوع مختلف عما يقدم عادةً في المسرح السوري.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار