قفزات سعرية شبه يومية في أسعار اللحوم.. معدلات قياسية تضاعفت خلال شهرين..

تشرين – عمار الصبح:
واصلت أسعار اللحوم ارتفاعها التدريجي في الأسواق لتسجل أرقاماً قياسية وغير مسبوقة، وسط تخمينات بأن تتجه موجة ارتفاع الأسعار هذه نحو أرقام أخرى قياسية بعدما أشاعت أمطار شباط جواً من التفاؤل لدى مربيّ المواشي، حيث يجري التعويل عليها في تحسين واقع المراعي وبالتالي الاتجاه نحو التسمين والإحجام عن البيع.
وسجلت أسعار اللحوم في أسواق محافظة درعا ارتفاعات غير مسبوقة حيث تجاوز سعر كيلو لحم الخاروف 55 ألف ليرة، فيما وصل سعر كيلو لحم العجل إلى 50 ألفاً، في وقت شهدت فيه الفترة الماضية قفزات سعرية لأسعار المواشي في أسواق المحافظة، بدأت منذ شهر كانون الأول الماضي حيث حافظ كيلو الخروف الواقف حينها على مستواه دون عتبة الـ15 ألف ليرة، لتبدأ القفزات المتتالية مع بداية شهر كانون الثاني الماضي حتى وصلت في نهايته إلى ما يقارب 24 ألفاً، ولتدخل الأسعار مع بداية شباط الجاري متاهة سعرية جديدة كسرت حاجز 30 ألف ليرة للكيلو، وهو ما يعد سابقة في أسعار المواشي التي ارتفعت بنسبة تقارب الـ100٪ خلال أقل من شهرين، والحديث نفسه ينطبق أيضاً على أسعار الجدي التي ارتفعت من 10 آلاف ليرة وصولاً إلى أكثر 20 ألفاً وكذلك كيلو العجل الذي ارتفع من 11 ألفاً إلى 20 ألف ليرة للكيلو.
وتشهد الأسواق حالة من عدم الاستقرار وسط تقلبات في الأسعار وقفزات سعرية شبه يومية، وهو ما يشكل أيضاً ظاهرة جديدة وغير معهودة سابقاً، في وقت عزا فيه عدد من مربي الثروة الحيوانية هذه الارتفاعات إلى الطلب المتزايد في مقابل العرض القليل والمتواضع والذي لا يلبي حاجة السوق، وسط إحجام كثيرين عن البيع بهدف التسمين وتأخير البيع للاستفادة أكثر من ارتفاعات الأسعار.
وبيّن أحد المربين أن الوقت الحالي هو وقت ولادات لذلك يخف عرض المواشي في الأسواق إلّا من قبل المضطرين للبيع، لافتاً إلى أن الأمطار الأخيرة ساهمت في الإحجام قليلاً عن البيع بذريعة تحسن واقع المراعي وتالياً التقليل من فاتورة العلف، لكن لا يزال الحديث عن تأثير الأمطار باكراً بعض الشيء بانتظار عودة الحياة إلى المراعي وتبيان مدى تحسنها بالأمطار، على حدّ رأيه.
وعدّ المربي أن الأسعار الحالية للمواشي لا تزال مقبولة بل أقل من طموح المربين، حسب قوله، وذلك بالنظر إلى التكاليف الكبيرة التي يتكبدونها ولاسيما ارتفاع فاتورة الأعلاف التي يعتمد عليها المربون لتغذية قطعانهم والتي تضاعفت هذا الموسم بفعل تأخر الأمطار وانعدام المراعي، بالتوازي مع عدم كفاية المواد الموزعة ضمن الدورات العلفية لتغطية كامل الاحتياج، ودخول متغيرات جديدة كأجور النقل وأسعار المحروقات.
بدوره أشار تاجر مواشي إلى أن الأسعار محكومة بالعرض والطلب، في وقت تشهد فيه الأسواق عرضاً شبه محدود من رؤوس الأغنام وكذلك الأبقار والماعز المعروضة للبيع، كاشفاً عن بروز ظاهرة جديدة في عدد من قرى المحافظة وهي لجوء البعض إلى تربية قطعان صغيرة من المواشي وخصوصاً الخراف كنوع من الاستثمار، وهو ما امتص قليلاً من أعداد المواشي المعروضة للبيع بقصد اللحوم في الأسواق.
ووصف الخبير الزراعي الدكتور عاطف العاسمي وهو الرئيس السابق لدائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة درعا، في حديثه لـ”تشرين” واقع قطعان الثروة الحيوانية في المحافظة بالجيد نسبياً، مقارنة بواقع تكاليف التربية التي تضاعفت خلال السنوات السابقة، مشيراً إلى أن الولادات هذا الموسم مقبولة ولكنها تأخرت بعض الشيء نتيجة تأخر عملية التلقيح بين القطعان وهذا ناجم حسب رأيه عن سوء التغذية التي تعرضت لها الماشية وتأخر موسم الرعي هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة.
وأعرب العاسمي عن أمله في تحسن واقع المراعي في الأسابيع القادمة على وقع الهطلات المطرية الأخيرة، بما يسهم في تقليل اعتماد المربين على العلف وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض نسبي في أسعار المواشي في الأسواق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار