“أطنان الحقد الإسرائيلي” تنصبّ على قلعة دمشق.. التاريخ والتراث هما الهدف هذه المرّة

تشرين-يسرى ديب:
الركام هذه المرة ليس بسبب الزلازل، وإنما بسبب صاروخ معادٍ محمّلاً بـ ” أطنان من الحقد” استهدف مكاناً تحرّم كل الاتفاقيات الدولية استهدافه.
إنها قلعة دمشق التاريخية، التي استيقظت منتصف الليل على ضربة ” إسرائيلية، سوّت مساحة لا تقل عن 35 متراً بالأرض، وشردت ما لا يقل عن مئتي طالب بعدما دمرت أماكن دراستهم.
حطام
في أرض المكان تظهر وجوه يملؤها الحزن على تلال من ركام ضمن القلعة التاريخية المستهدفة في قلب دمشق.
أصيبت مقرات المعاهد التي كانت تدرس ما لا يقل عن مئتي طالب، ودمرت مختبراتهم ومقراتهم الدراسية ضمن القلعة. يتحدث مدرسون في المعهد التقاني للفنون التطبيقية عن تاريخ المكان الذي تعرض لهذا العدوان، يتفقدون المكان ويشيرون إلى قاعة المدير التي ملأها الحطام، وإلى ورشة التدريب التي سويت بالأرض.
يتحدثون عن مكان هو بمنزلة البيت، يضيف أحد المدرسين لـ” تشرين” إنه بدأ يضرب على رأسه من هول الصدمة والمفاجأة لحجم الدمار الذي رآه في مكان يقول إنه أمضى عمره فيه.
خسائر معنوية
المدير السابق لقلعة دمشق إدمون العجي يقول لـ” تشرين” إن الضرر الأكبر هو الضرر المعنوي رغم فداحة الضرر المادي، وخسارة الأرشيف الذي تحتويه هذه المكاتب المدمرة، فالدمار طال مكاتب مشروع قلعة دمشق، إضافة إلى مكاتب المعهد التقاني للفنون التطبيقية، والمخابر التابعة لهذا المعهد، فقلعة دمشق تحوي المعهد التقاني للفنون التطبيقية ومعهد الآثار والمتاحف.
وأضاف العجي أن الموقع بحثي علمي بشكل واضح للقاصي والداني، والمكان يعود للفترة العثمانية المتأخرة، وسقف المكان الذي استهدف هو جملوني خلال فترة الإنتداب الفرنسي، وهو نادر الحضور حالياً. وأشار إلى أن الكتلة تعود بمجملها لقرابة 100 سنة.
والجوار الشمالي للقلعة يمثل الأسوار السلجوقية الأقدم في قلعة دمشق وهي من الفترة الأيوبية تقع في المحيط الشمالي لهذه الكتلة التي تم استهدافها.
وقال العجي إنّ الضرر المادي يتمثل في الأرشيف الذي يقارب 100 سنة ويحتوي على الوثائق التاريخية لهذا المكان.
استنكر العجي طريقة التعامل المزدوج لما يسمى العالم المتحضر الذي يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي جرائم كهذه لا نسمع لهم صوتاً، فأين مواقفهم من دمار كهذا؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار