أطفال يفقدون حواسهم فجأة!
تشرين- محمد النعسان:
حادثة لا تصدق أصابت إحدى العائلات المهجرة من ريف دمشق، إذ فقد أبناؤها الصغار النطق والسمع والبصر والإدراك فجأة من دون سابق إنذار، ما أصاب الوالدين بخوف وهلع حقيقيين.
وفي التفاصيل تحدث محمد فلاح بأسىً واضح لـ(تشرين) بأن لديه أربعة أطفال ذكور وبنت واحدة، أعمارهم تتراوح بين (٦-١٤) سنة، وكانوا جميعاً بصحة جيدة، لتبدأ ظواهر غريبة تصيب الأخوين الصغيرين مبدئياً، من خلال عدم وعي بالحديث أو إدراك للأشياء أو تصرفات عدوانية شرسة لا إرادية، ليبدؤوا بعدها بفقد النطق والسمع والبصر والشلل، ما أصابهم بالرعب والقلق.
وأضاف الأب: الولد الثاني أصابه التهاب داخلي شديد، فأسعفناه إلى مشفى الأطفال بدمشق، ليقول لنا الطبيب بأنه اشتباه سحايا، وطلب صورة رنين مغناطيسي للدماغ للتأكد من سبب وجع الرأس الشديد الذي أصابه، ليتفاجأ بأنه حثل مادة بيضاء وحثل كظري، ويطلب مباشرة أخذ عينة جينات وإرسالها عبر مساعدة أهل الخير إلى ألمانيا لدراستها، وتأتي النتيجة بعد أسابيع بوجود خلل في المورثة واختلاجات وعدم تطور عصبي، وهو مرض وراثي من الأم مرتبط بالجينات كما أوضحه تقرير الطبيب، ويصيب الذكور فقط من دون ظهور علامات، وتدهور تدريجي بصري سمعي حسي عصبي، كما أوضحته أعراض الأشقاء، حيث يعالج بزرع النقي ومعالجة الهرمونات الكظرية، لكنه غير متوفر حالياً في القطر، وهنا تكمن المعضلة..
يقول الطبيب: يجب الإسراع بعلاج الولد الثاني قبل أن يصيبه ما أصاب إخوته الصغار لأن الوضع العصبي لديه حرج جداً، والحل يكمن فقط من خلايا أخيه الكبير السليم وأخته في عملية الزرع.. لكن المسألة معقدة جداً وبحاجة إلى إمكانات مادية باهظة وإلى آلية طبية خاصة، وللأسف التحق الولد الثالث بإخوته وفقد حواسه أيضاً..
ويختم فلاح حديثه باكياً: ليس لدينا سوى الدعاء، وصحيفتكم منبر للخير.