الرياضة ومعادلةُ التغيير
إن مسلسل الصدمات الكروية و السلوية الأخيرة يعدّ شاهداً على الإخفاقات المتتالية والمراوحة في المكان وأحياناً السلبية، هذا الوضع لايزال وقعه حاضراً ومؤثراً ومؤشراَ واضحاً على التخبط الإداري والفني في مكان ما، الأمر الذي عكس حالة تشاؤمية في الوسط الرياضي الكروي والسلوي خاصة والجماهيري بشكل عام، ولكن هذه هي طبيعة الحياة الرياضية.
ويجب ألا نفقد الأمل لأن هناك بعض الألعاب الرياضية الفردية أثبتت أنها حاضرة رغم الظروف الصعبة التي مرت فيها، واستطاعت أن تثمر حالات من الرضا والتفاؤل في الساحة الرياضية السورية، ولدى الجماهير المتابعة كرياضة ألعاب القوة التي توج بطلها الأولمبي برفع الأثقال معن أسعد مؤخراً ببرونزية بطولة العالم في مسابقة النتر لرفع الأثقال للرجال في العاصمة الكولومبية ( بوغاتا )، وأيضاً أحرز أمس منتخب سيداتنا للدراجات ذهبية البطولة العربية في دولة الإمارات، وكذلك تألق لاعبو بعض الرياضات الفردية كألعاب القوى والسباحة والفروسية والجمباز والشطرنج وغيرها ، وما دام رصيد الميداليات البراقة بألوانها الثلاثة وموقعها من منصات التتويج هما المعيار الصريح والمؤشر الملموس على تطور الحالة الرياضية في أي بلد، ولأن الألعاب الرياضية الفردية لدينا قد حققت رصيداً جيداً من التفوق والميداليات يجب على من يهمه الأمر أن يأخذ هذه الحالة الرياضية الإيجابية التي تعكس نتائجها السعادة والفرح للمتابعين وللجمهور، بعين الاعتبار والتقدير، وأن يتم العمل على زيادة الدعم والرعاية لهذه الألعاب الفردية والاهتمام بمقومات استمرارها ونجاحها أسوة بتلك الرياضات الكروية الجماعية التي تأخذ أكثر مما تعطي ( وفهمكم كفاية ).
نتمنى أن يكون نجاح تلك الرياضات الفردية وتميزها دافعاً لجميع الرياضيين السوريين وبكل الألعاب للوصول إلى المراكز المتقدمة والمميزة في المحافل الدولية المهمة لأن كل إنجاز رياضي وبأي لعبة كان هو جوهرة إضافية في تاج المجد والفخر لوطننا الحبيب سورية، فالأمل معقود على جميع العاملين في المفاصل الرياضية ببذل الجهود ومضاعفتها والعمل الملتزم تحت رعاية القيادة الرياضية لخلق المناخ الملائم لتطور الخبرات الرياضية ودعمها وصولاً إلى المستوى الذي نطمح إلى تحقيقه .