الأمطار تغرق شوارع محافظة حماة وتكشف هشاشة الاستعدادات وتدفع المزارعين نحو الزراعات البعلية

تشرين – محمد فرحة:

عمت الأمطار مختلف مدن وريف محافظة حماة طوال ليل أمس ومع صباح هذا اليوم ، ولعل من اللافت أكثر في هذه الهطلات المطرية هو تساقطها في المناطق الشرقية كبادية حماة وفقاً لمصادر”زراعة حماة”.

وكما في المناطق الشرقية، أيضاً في المناطق الشمالية من سهل الغاب، الأمر الذي يدفع المزارعين للبدء بالزراعات البعلية وإعداد الأرض استعداداً وتمهيداً للزارعات المروية.

لكن ما يعيب الوحدات الإدارية في كل من مدينتي حماة ومصياف وغيرهما هو عدم الاستعداد للموسم المطري، خاصة أنه سبقت هذه الهطلات أيام مشمسة، كان من المفترض أن تقوم هذه الوحدات الإدارية بتعزيل الشوارع وتنظيفها من أكياس النايلون والحصى والرمل، لكن غالباً ما كان ضعف الإمكانيات سبباً، حيث تحولت في العديد من الشوارع إلى برك وسواق أربكت المارة.

رئيس مجلس مدينة مصياف المهندس سعيد الخطيب يقوم منذ يومين بهذه الإجراءات، لكن حجم العمل أكبر من طاقات المجلس فنياً ، وهنا لابد لنا من الإشارة إلى العمل الكبير الذي قام به مجلس المدينة والذي جاء استجابة لما طرحته “تشرين” قبل أيام حول “الريكار” الذي تصب منصرفاته في كراج نقل الركاب بمدينة مصياف، حيث تم إصلاحه وإنهاء إشكاليته، رغم ضعف في الإمكانيات نظراً لغياب الأيدي العاملة.

وما يقال عن مجلس مدينة مصياف ينسحب أيضاً على مجلس مدينة حماة، فالشوارع ملأتها المياه من كل الاتجاهات وتجمعت في ساحة العاصي، المنطقة الأكثر انخفاضاً.

وكي لا يفهم أننا نتحدث عن “الشينة ونترك الزينة”، فقد قام مجلس المدينة، وفقاً لحديث المهندس مختار حوراني رئيس مجلس المدينة، بعملية تعزيل لـ”الريكارات” وترحيل بقايا الرمل، لكن تواتر الأمطار خلال اليومين الماضيين أعاد بعضها إلى ما كانت عليه .

وأوضح حوراني أنهم يتفقدون كل أحياء المدينة التي عادة ما تتجمع فيها مياه الأمطار، وورشاتهم الفنية لم تقصر في أمور كهذه وغيرها.

وبالعودة إلى الهطلات المطرية وأثرها في المراعي الشرقية، فقد أوضح مدير زراعة حماة أشرف باكير أنها جاءت في وقتها المناسب، حيث كانت هناك خشية كبيرة من انحباسها، ما أخّر عملية الزراعات البعلية، آملاً أن يكون موسماً ممطراً يعم فيه الخير والبركة، ولاسيما ونحن نشاهد في الآونة الأخيرة رغبة عند المزارعين بالتوجه نحو زراعة القمح بعد انكماش أصابنا بالقلق للوهلة الأولى، لكن -والكلام مازال للمهندس باكير- بعدما أدرك المزارعون أن زراعة القمح تبقى تشكل مصدر أمننا الغذائي وهو المحصول التي تتسوقه الحكومة بكل حرص وتحاول توفير ما يمكن توفير مقومات نجاحه.

بالمختصر المفيد: تسعى كل الجهات المعنية إلى تهيئة كل ما يلزم للموسم الشتوي، سواء فيما يتعلق بالمسألة الزراعية أو الخدمية، حتى إن كان ليس بالمستوى المطلوب، لكن تبقى المحاولة نصف أجر، وإن أثمرت فلها أجران، آملين أن يكون العام القادم حاملاً الخير والرزق للعباد والبلاد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار