ألمانيا «المحتلة» بين قرارها السيادي وأهواء واشنطن

تقرير- راتب شاهين:

تزج الرياح الأطلسية – الأمريكية، بألمانيا في مهب الصراعات، عند كل منعطف دولي، ‏وهي غير قابضة على قرارها السيادي في الحرب أو السلم، وهي بأعلى إدراكها للمخاطر التي ‏تجلبها التحالفات مع الغرب، لكن القرار الصائب لمصلحة ألمانيا، لا ينطلق من برلين.‏

زعيم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، بيورن هيكي، قال على منصة «إكس»: «ألمانيا دولة ‏محتلة من الأمريكيين، ويتم التعامل معها على هذا النحو!.. لا يسعنا إلا أن نأمل أن التهديد ‏بالحرب، الذي صعّده الرئيس الأمريكي جو بايدن… سوف يوقظ الألمان المسالمين».‏

قرار الحرب أو السلم، بيد واشنطن في أعلى درجات الاحتلال، حيث هناك جزء من الألمان، ‏غير قادر على التمييز، إذا كانت بلده محتلة أو لا!. هذه عوامل نفسية خلفتها الكوارث التي ‏حلت بالألمان، نتيجة تداعيات الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، حيث إن الصواب أو الخطأ، ‏يكتب من قبل المنتصر، وهي أمريكا، التي استولت على قرار التحالف آنذاك ضد النازية، ‏في الأشهر الأخيرة من الحرب، بعدما تبين إنهاك القوات النازية خلال سنوات الحرب، وبعد ‏الحرب تحكمت بمسار التطور في ألمانيا، على المستويات الصناعية والعسكرية والأخطر من ‏ذلك على مستوى الوعي وتطويعه، بما يخدم واشنطن لزمن ليس بالقليل. 

هيكي أكد، أنه يتعين على المواطنين الألمان أن يدركوا حقيقة احتمال الحرب، التي يحاول ‏الرئيس الأمريكي جو بايدن إشعالها، والخروج من الاحتلال الأمريكي.‏

اللافت أن حالة التصعيد بين حلف شمال الأطلسي «ناتو» وروسيا الاتحادية، تقودها الدول ‏التي بجغرافيتها بعيدة عن روسيا، والتي تقدم الصواريخ والأسلحة لأوكرانيا في حربها مع ‏روسيا، لإطالة أمد الحرب، بينما دول أخرى مجاورة لمسرح الأحداث في أوكرانيا، ومنها ‏ألمانيا، تعمل على فرملة اندفاعه «ناتو»، رغم ضعف صوتها في ظل الأشهر الأخيرة، لإدارة ‏أمريكية، تعمل كل ما بوسعها لمغادرة البيت الأبيض، على بساط من جمر، يلف العالم.‏

ووفقاً لزعيم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، فإن العديد من الألمان لا يعرفون حتى أن ‏المخابرات الأمريكية تعمل على الأراضي الألمانية، والتي يمكن أن تتدخل في أسرار البريد ‏والاتصالات السلكية واللاسلكية في ألمانيا، وأضاف: «الحكومة الألمانية تظل صامتة».‏

في ألمانيا حالة من اليقظة الخجولة تجاه ما يحدث في منطقتهم، لكن صوتها خافت أو ربما ‏خائف، وكل ذلك بعد ما أصابهم من انكماش اقتصادي والخشية من الدخول في حرب – إن ‏حدثت- ستكون ألمانيا من أوائل ساحاتها، لكن تبقى واشنطن ممسكة برقاب كل من يتطلع إلى ‏النفاذ بعيداً عن خطط البيت الأبيض الجهنمية لأوروبا، بتهم شتى. 

على السياسيين والشعب الألماني اتخاذ القرار السيادي الصائب، عند كل منعطف، والذي ‏يميز مصالح ألمانيا عن مصالح الدول الأخرى.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار