غموض يكتنف أسعار زيت الزيتون.. عزوف عن البيع بانتظار التحسن

درعا – عمار الصبح:

لا يزال الغموض يكتنف أسعار زيت الزيتون التي لم تستقر بعد، وذلك بالرغم من مرور أكثر من شهر على انطلاق الموسم وبدء عمل المعاصر في محافظة درعا، في ظل تأكيدات على حدوث انخفاض نسبي في الأسعار رافقت انطلاقة الموسم، فيما واقع الحال يؤشر إلى حدوث تبدل في اتجاه الأسعار، مع تضاؤل الكميات المعروضة، وعزوف المزارعين عن البيع والاتجاه نحو تخزين المحصول على أمل أن ترتفع الأسعار مستقبلاً.
صاحب معصرة زيتون في منطقة الصنمين كشف في حديثه لـ”تشرين” عن وجود طلب متزايد على المادة من قبل الراغبين بالشراء لأغراض المؤونة ممن يترددون على المعاصر بقصد الشراء مباشرة، في وقت فضّل فيه مزارعون تأجيل البيع للحصول على سعر أفضل، باستثناء قلة فقط من أصحاب الحيازات الصغيرة أو المضطرين للبيع لتسديد أجور القطاف والنقل والعصر.
وأشار صاحب المعصرة إلى أن الأسعار هذا الموسم انخفضت قياساً بالموسم الماضي، إذ تراوح سعر الصفيحة بين ٩٠٠ ألف ومليون ليرة، مقارنة مع مليون وثلاثمئة ألف ليرة في الموسم الماضي، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هذه الأسعار غير ثابتة، وهي مرهونة بالعرض والطلب وبحركة التصدير.
ولم ينفِ صاحب المعصرة وجود إقبال من قبل التجار لشراء جزء من المحصول بقصد المتاجرة به، للاستفادة ربما من انخفاض الأسعار هذا الموسم، ولكن هذا الإقبال -حسب قوله- أقل بكثير من الموسم الماضي الذي كان شهد توجهاً أكبر من قبل التجار لشراء كميات كبيرة من الزيت لغرض التصدير، والدخول في ما يشبه المزادات للحصول على أكبر كميات مطروحة من المادة.

ولم تغب الأخبار المتداولة عن تراجع جودة الزيت هذا العام عن حسابات الموسم، على نحو أثار مخاوف الكثيرين من أن يؤثر ذلك على مكانة زيت الزيتون السوري في السوق العالمي.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل الاقتصادي عبد اللطيف أحمد أن ما جرى تداوله من أخبار عن خروج الزيت السوري من الإنتاج العالمي، أثّر نسبياً على الأسعار هذا الموسم، وذلك بالرغم من حدوث كثير من اللغط حول هذا الموضوع، فما حدث هو أن المعايير تعدلت واللجنة العالمية استبعدت نوعاً واحداً وهو الزيت العادي البكر، بمعنى أن زيت الزيتون السوري لم يخرج من المواصفة العالمية، وإنما المواصفة العالمية تم تغييرها، وهو أمر بينته مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، مع الإشارة إلى أن العمل بهذه المعايير تم تأجيله حتى عام ٢٠٢٨ ريثما يتم العمل على إنتاج الأنواع ضمن المواصفات العالمية الجديدة.

خبير يوضح: مؤشرات الانخفاض قائمة ولكن لا شيء ثابتاً

وكشف الأحمد عن أن ثمة مستجدات أخرى طرأت على أسعار الزيت هذا العام، تؤشر على حدوث انخفاض، أبرزها زيادة الإنتاج المحلي هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة، وذلك بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية. فبالرغم من انخفاض سعر صفيحة الزيت إلى مليون ليرة، يظل هذا الرقم كبيراً وبعيداً عن متناول الكثيرين، على حد قوله.
وأكد الأحمد ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما يحدث من تبدلات في الأسعار العالمية، في ظل ما أوردته وكالات متخصصة عن ارتفاع في إنتاج الزيت في أكبر دولة منتجة لزيت الزيتون وهي إسبانيا، وما سجلته الأسعار من انخفاض ملموس، جرى تقديره بأكثرمن ٣٥ ٪، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن لا شيء ثابتاً، فثمة احتمالية أن تتجه الأسعار صعوداً، مع ورود معلومات عن تراجع الإنتاج في دول أوروبية أخرى، ما يجعل الأسعار مرشحة للارتفاع مجدداً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار