قبرص.. الوجهة القادمة لمطامع «إسرائيل»

تشرين:

لطالما كانت فكرة اعتبار قبرص «أرضاً تعود لليهود» تشغل أذهان ما يسمى قادة الكيان الصهيوني الأوائل، وفي ‏أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عندما سعت الحركة الصهيونية إلى البحث عن ملجأ لليهود ‏المضطهدين، تم اقتراح قبرص كموقع بديل لإنشاء وطن قومي لليهود.‏

وساعدت أرض قبرص الخصبة نسبياً، واحتمالية الصراع الأقل في جعلها خياراً جذاباً لهم، وفي السنوات ‏الأخيرة، باتت قبرص التركية وجهة شهيرة للسياح الإسرائيليين، حيث تجتذبهم الشواطئ البكر نسبياً والمواقع ‏التاريخية والكازينوهات في شمال قبرص التركية، والتي تعتبر غير قانونية في «إسرائيل»، حيث أفضى تدفق ‏السياح الإسرائيليين إلى جعل أجزاء من البلاد نقطة جذب سياحي مزدهرة، إذ يساهم الزوار بشكل كبير في ‏الاقتصاد المحلي.

إلاّ ان هذه العلاقة المتنامية تتعدّى كونها مجرّد سياحة، إذ يستثمر الأشخاص والشركات الإسرائيلية بشكل متزايد ‏في سوق العقارات في جمهورية شمال قبرص التركية، مع التركيز بشكل خاص على منطقة الواجهة البحرية ‏الواقعة بالقرب من «إسرائيل».‏

وكانت هناك زيادة كبيرة في شراء الأراضي والعقارات من قبل المستثمرين اليهود، حتى إن بعضهم أنشأ مشاريع ‏سكنية وأحياء خاصة بهم.‏

وقد أثار هذا الاتجاه مخاوف في قبرص التركية شمالاً، لأنه يشبه ممارسات الاستيلاء على الأراضي ‏والاستيطان التاريخي للصهاينة في الأراضي المحتلة وهو الأمر الذي لعب دوراً مهماً في قيام «إسرائيل».‏

وتعقيباً على هذه التطورات، أجرت قبرص التركية تغييرات قانونية للحدّ من السهولة التي يمكن بها للأجانب، بمن ‏في ذلك الإسرائيليون، شراء العقارات وبناء المجتمعات.‏

ورغم ذلك، أفضى الحضور الإسرائيلي الواسع والمتعاظم في قبرص التركية إلى إطلاق تكهنات حول الأهداف ‏الإستراتيجية طويلة المدى وراء هذه الاستثمارات الصهيونية.‏

حيث يشعر بعض المحللين والسكان المحليين بالقلق بشأن الجهود التدريجية لإنشاء موطئ قدم أكثر ثباتاً من قبل ‏الإسرائيليين، وبالنظر إلى الوضع الدولي غير الواضح للجمهورية التركية لشمال قبرص وموقعها الإستراتيجي ‏في شرق البحر الأبيض المتوسط، فإن هذه المخاوف ليست عبثية، وخاصة أن تقارير سرية وصلت إلى السلطات ‏القبرصية، تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية تخطط لتنفيذ مخطط ينصّ على نقل المستوطنين اللاجئين من المناطق ‏الشمالية في الأراضي المحتلة وإعادة توطينهم في قبرص، وسبب القرار هو إطالة أمد الحرب مع المقاومة ‏اللبنانية/ حزب الله وتقليل السخط الشعبي.‏

‏ ووفقاً لهذه التقارير فإن «إسرائيل» تخطّط لشراء أراض ومنازل من قبرص بهدف تنفيذ خطة مشابهة لخطة ‏الاحتلال الفلسطيني والاستيطان التدريجي، وأثارت هذه القضية قلق السلطات القبرصية، لكنها لم تتفاعل معها بما ‏يستوجب حتى الآن.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار