مئة سيدة حلبية في سباق نحو “البزنس الصغير”..طموح لتأسيس مشاريع حرفية خاصة..ونافذة تسويقية دائمة..

رحاب الإبراهيم:

تصر نساء حلب الحرفيات رغم الظروف الصعبة على إثبات قدرة على الإبداع في إنتاج حرف يدوية مشغولة بإتقان وطموح لإنشاء مشروع خاص ينقلهن من العمل في غرفة بالمنزل إلى تأسيس ورشة صغيرة لإنتاج الأشغال اليدوية، التي تلقى رواجاً وقبولاً وخاصة أنها بعيدة عن النمط التجاري وتتميز بالجودة والشكل الجميل.
معرض “مبدعات 2022” للصناعات اليدوية، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” احتضن في نسخته الثانية 100 سيدة،  تنوعت حرفهن التراثية، كما تنوعت أعمارهن، حيث لحظ تواجد عدد من السيدات كبيرات السن، ممن يمتلكن الخبرة والمهارة المطلوبة لإنتاج حرف يدوية متقنة من ناحية الجودة والتصميم، إضافة إلى شابات يسعين بكل ثقة إلى تأسيس مشروعهن الخاص على نحو يمكنهم من تأمين مصدر دخل جيد ويسهم في الوقت ذاته في إثبات قدرتهن في التنمية المجتمعية.

تبادل خبرات

السيدة بيرجوهي حياة قالباقجي ذات الستين عاماً تحدثت لـ”تشرين” عن سعادتها في المشاركة في معرض “مبدعات”، الذي أتاح لها تسويق منتجاتها اليدوية “مشغولات صوفية” وتعريف زوار المعرض بها، مشيرة إلى أنه منذ أكثر من عشرين عاماً تعمل في صنع هذه المشغولات، وقد اكتسبت خبرة كبيرة مع لجوئها بصورة دائمة إلى تحديث وتطوير تصاميمها لتواكب الحداثة والتطوير وتتماشى مع الذوق “الدارج”، مشيرة إلى تقديم منظمي المعرض مساعدات عديدة عبر تقديم مبالغ مالية لشراء المواد الأولية اللازمة، وإقامة دورات تدريبية بهدف اكتساب مهارات جديدة في التصميم وتطوير عملية التصنيع والإنتاج.
في حين ترى السيدة الخمسينية ميساء قسطلي” من خريجات إعداد المدرسين قسم الأشغال النسوية، أن مشاركتها في معرض “مبدعات” أكسبتها خبرات كثيرة، وخاصة بعد الالتقاء بعدد كبير من النساء المشاركات في مجالات مختلفة، حيث يسهم ذلك في تمازج وتلاقي الأفكار وإنتاج تصاميم جديدة تواكب الموضة وتلاقي رواجاً عند مختلف الأذواق، مشيرة إلى أن المعرض يعد فرصة هامة لتسويق منتجاتها، مؤكدة تقديم منظمي المعرض الدعم اللازم.

مشاريع خاصة

الشابة رغد كيالي “رسم على الفخار والخشب” الطامحة إلى إنشاء مشروعها الخاص وإن كانت الظروف الصعبة تحول دون تحقيق ذلك حالياً، لكنها تفكر في الأمر جدياً، والمعرض يشكل لها فرصة للتعريف بمنتجاتها والتقاء أناس جدد بهدف الترويج لمشغولاتها، مبينة أنها أنشئت صفحة على مواصل التواصل الاجتماعي من أجل هذه الغاية ريثما تتمكن من تحقيق حلمها الخاص.

نافذة تسويق دائمة

“تشرين” التقت محمد قصاب مدير مشروع “مبدعات”، الذي أكد أن المشروع الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يستهدف السيدات الماهرات في مجال المهن الحرفية، بغية تعزيز سبل العيش وتقوية الاقتصاد المنزلي، وهذا يتم عبر تحسين منتجات السيدات وتسويقها، وتقديم المواد الأولية والخبرات الفنية المطلوبة، لحين الوصول إلى المنتج النهائي، إضافة إلى تقديم أجرة العمل للسيدات، مشيراً إلى أن إقامة النسخة الثانية من معرض مبدعات جاء بعد نجاح نسخته الأولى، فمعظم السيدات يشاركن للمرة الأولى، وقد لحظ اكتسابهن مهارات جديدة من خلال التماس المباشر مع الزبائن ومعرفة الأذواق والأسعار المناسبة في الأسواق، إضافة إلى اكتساب خبرات أكبر سواء في المشاركة بالمعرض أو الدورات التدريبية الداعمة التي تمحورت حول مهارات التواصل ودراسات التكاليف ومهارات البيع والتسويق وتنسيق الألوان والإلهام.
وحول مشاركة أعمار متفاوتة في المعرض أكد قصاب أن المشروع استهدف السيدات فوق الـ18 عاماً، وقد تواجدت قرابة 10 سيدات تجاوزت أعمارهن الستين عاماً، بهدف تبادل الخبرات بين السيدات الكبيرات والصغيرات في السن،  ولحظ أثر ذلك في نسخة المعرض الثاني من خلال طريقة عمل وشغل المنتجات.
وشدد قصاب على فتح نافذة تسويق دائمة للمشاركات في منطقة السبع بحرات في غرفة صناعة حلب، حيث توجد 3 محال لعرض منتجاتهن بصورة مستمرة، لكن تبقى المعارض ضرورية بغية الاستمرار في الترويج والتسويق.
ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟