دروس مغربية كروية
بعيداً عن نتيجة اليوم التي تجمع منتخب المغرب، الذي شرف الكرة العربية والإفريقية في مونديال قطر 2022، مع منتخب كرواتيا على المركزين الثالث والرابع، يكفي أسود الأطلس أنهم بين الأربعة الكبار في الساحة العالمية لهذا المونديال.
يكفيه فخراً أنه قارع منتخبات بحجم فرنسا بطلة العالم لمرتين، والتي تسعى للقب الثالث، والثاني على التوالي بعد لقب أول عام 1998 وثان عام 2018 وتغلب على إسبانيا بطلة سابقة للمونديال، وبلجيكا المصنفة ثانياً عالمياً، والبرتغال بطلة أوروبا، وما حققه إنجاز يحسب له، ولم يسبقه إليه أي منتخب عربي وإفريقي من قبل.
ولولا تعرضه لظلم تحكيمي كان واضحاً وجلياً، بعد أن مني مرماه بهدف، ولمرتين خلال الشوط الأول من المباراة أمام فرنسا في مباراة الدور نصف النهائي من نهائيات كأس العالم بكرة القدم، ربما كان لنتيجة المباراة كلام آخر، حين تغاضى حكم اللقاء المكسيكي عن ضربتي جزاء لمصلحته، وتجاهل حكام الفار أيضاً تلك الحالتين، اللتين أجمع خبراء التحكيم على أحقيتهما، ولم ينبها حكم الساحة لأي منهما، وتالياً ظلم المنتخب المغربي، كما سبق له أن تعرض لمؤامرة كروية دنيئة لم تكن في الحسبان، في مونديال فرنسا 1998، كان لها أثرها في خروجه من الدور الأول، حين خسر منتخب البرازيل أمام النرويج، ليبعدا المنتخب المغربي عن الدور الثاني في مؤامرة وتواطؤ، لم يتم إثباتهما بشكل رسمي، لكن الأغلبية أجمعوا على أنها فعل مقصود.
الدروس التي قدمها المنتخب المغربي في المونديال تشير لإمكانية المضي قدماً في ساحة الكرة العالمية، والتطلع لتحقيق نتائج سيذكرها التاريخ، رافعاً راية الكرة الكفاحية لتمثيل الوطن خير تمثيل، بناء على عمل جاد مبني على التخطيط السليم والثقة بقدرات اللاعبين، وبإمكانيات الكادر الوطني حين تتوفر له الظروف الملائمة لتحقيق الأماني والطموحات، وعمل متواصل بعيد عن الحسابات الشخصية أساسه العلم والإخلاص لقميص الوطن الغالي، ما جعل الأندية المغربية في المقدمة على صعيد قارتها، عدا عن المواهب الكروية التي حجزت لها مقاعد أساسية في كبرى الأندية الأوروبية، على أمل الاستفادة من التجربة المغربية، التي ستدرس اليوم في عملية البناء لتحقيق ما تصبو إليه الجماهير الكروية، وهي تتمنى لمنتخباتها الحضور في العرس الكروي العالمي، فلنحلم بتحقيق ذلك في المونديال القادم.