خيارات غير مكلفة لعودة البروتين الحيواني إلى موائد السوريين.. خبير يقترح تدابير سهلة والأبقار المحليّة بديل مجدٍ للمستورد
تشرين-يسرى ديب:
بعد ارتفاع الأسعار الكبير خوت موائد السوريين من العديد من أنواع المشتقات الحيوانية.
هذا الخواء تدرج خلال السنوات الأخيرة حتى طال مؤخراً الحليب وكل مشتقاته وخاصة اللبن الذي لم يكن يفارق أي منزل سواء من الأغنياء أو الفقراء.
لا نضيف جديداً عندما نتحدث عن مشاكل الثروة الحيوانية الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف، ولكن هل من بدائل يمكن التعايش معها ريثما “يقضي الله أمراً كان مفعولاً”؟
اختصاصي الإنتاج الحيواني في كلية الزراعة الدكتور محمد المحروس قال لـ”تشرين”: إن تأمين البدائل للإنتاج الحيواني ليس بالأمر السهل.
وعن إمكانية استبدال الأبقار المستوردة بتلك التي كانت شائعة سابقاً كالبقر العكشي والشامي والجولاني قال المحروس: إن تلك الأبقار المحلية تؤمن حاجة الاستهلاك الذاتي للمربي فقط، فهي تعيش بتكاليف أقل ولكن إنتاجها أيضاً أقل بكثير.
أضاف المحروس: حاجة الأسواق حالياً ازدادت كثيراً قياساً بأيام زمان وكان هناك طلب كبير على الأجبان إضافة للحليب واللبن، وهذا يعني أن اعتماد هذه الأنواع لن يلبي حاجة السوق.
وأشار المحروس إلى أن الكثير من الفلاحين ما زالوا يربون هذه الأنواع في الأرياف، ولكنهم يستخدمونها للاكتفاء الذاتي فقط.
تربية بعض الدواجن أو الأرانب في البيوت الريفية والبيوت العربية ضمن المدن أمر ممكن
وبيّن الخبير الأكاديمي أن تربية بعض الدواجن أو الأرانب في البيوت الريفية والبيوت العربية ضمن المدن أمر ممكن، حيث يتم تأمين الطعام لها من بقايا الطعام أو مخلفات المطبخ، أو من طعام لا يصلح للاستهلاك، ولكن هذا أيضاً لا يؤمن الحاجة لإنتاج جيد أيضاً، لأن إنتاجها سيكون أقل من المطلوب، وحتى تأمين الخبز اليابس لإطعامها لم يعد بالأمر السهل.
إضافة إلى أن أسعارها لا يستهان بها، حيث يصل سعر الدجاجة إلى أكثر من 25 ألف ليرة، وسعر زوج الأرانب نحو 75 ألف ليرة.
الاهتمام بتربية النحل يُحقق دخلاً للأسرة من جهة و يؤمن قيمة غذائية عالية عند استهلاك العسل
ودعا المحروس إلى الاهتمام بتربية النحل لأنها تحقق دخلاً للأسرة من جهة وتؤمن قيمة غذائية عالية عند استهلاكها. وبين أنها ليست بديلاً عن البروتين الحيواني، ولكن يمكن أن تحقق قيمة غذائية جيدة لتعويض النقص في كل شيء.
ودعا المحروس كل أسرة للعمل على تأمين بعض حاجاتها الغذائية بالتصنيع الذاتي داخل المنزل، والاستفادة مما ورثوه من آبائهم من الخبرات في أعمال حفظ المواد الغذائية والتصنيع الغذائي، وختم حديثه بالتأكيد أن موضوع الإنتاج الحيواني يتمحور حول مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف، والبدائل ستظل محدودة من دون حلّ هذه المشكلة.