المايسترو محمد علي السلوم..صانعُ الأعواد المُجدّد
تشرين- لبنى شاكر:
أدرك المايسترو محمد علي السلوم «سلمية 1971» أنّ صناعة آلة عودٍ مُطوّرة عن الشكل التقليدي المعروف، لا بدّ من أن تلقى استهجاناً، كما هي العادة مع كل فكرةٍ خارجة عن المألوف، لكنّ ذلك كان دافعاً لمزيدٍ من الاجتهاد، المبني أولاً على سنواتٍ من الدراسة والاهتمام عازفاً وصانعاً، ومن ثم الشغف بالنغم والتقاسيم الشرقيّة للأعواد، إلى أن أصبحتْ الآلة الجديدة حقيقةً، أثبتتْ حضورها ورواجها بين العازفين في الشكل والمتانة والصوت، وحجزتْ لصاحبها مساحةً يستحقها بين الصنّاع والمُطورين، أصحاب الفضل في الحفاظ على الحرفة المعتّقة رغم كثرة الصعوبات، والتي أُدرِجت مؤخراً باسم سورية ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي في منظمة اليونيسكو.
دَرسَ السلوم الموسيقا بشكلٍ خاص إلى جانب ما علّمه إياه أخوه الأكبر عن صناعة الأعواد، وفي فترةٍ لاحقة انتسب إلى نقابة الفنانين، وعزفَ مع كبار الموسيقيين والنجوم المحليين والعرب أمثال «الياس كرم، فؤاد غازي، غسان صليبا، عصمت رشيد، محمد إسكندر»، إلى جانب مشاركته في العديد من المهرجانات والفعاليات المحلية والعالمية منها «مهرجان تدمر، معرض الزهور في دمشق، مهرجان حماة المسرحي، مهرجان اليوبيل الألماسي في البرتغال مع فرقته الخاصة عام 2018»، كما قدّم ألحاناً للأطفال وللكبار، إضافةً إلى الموسيقا التصويرية لعدة مسرحيات «بنت النبعه» و«رحلة حنظلة».
يقول السلوم في حديثٍ لـ «تشرين»: «عشقي لآلة العود والتعاطي معها بأكثر من طريقة، ساعدني لأفهم تفاصيلها وأسرارها، ومع الوقت أحببتُ أن تكون لي بصمة خاصة في مجال صناعتها، فصممتُ شكلاً جديداً يُحاكي العود التقليدي من حيث الصوت، ويختلف عنه في نوع الخشب والمفاتيح، حافظتُ على الآلة من الأمام لكن الظهر أصبح قطعةً واحدة مُسطّحة، مع زندٍ عياري وعلبة مفاتيح معدنيّة»، يُضيف السلوم: “«طبعاً أنا لا أُلغي العود الكلاسيكي المعروف، فلكل تصميم صوته ومحبوه، ونحن السوريين معروفون منذ القدم بصناعتنا وفننا العريق، لكن في المقابل التعديل والتطوير موجودان في كل المجالات، شرط أن يخدما المستخدم في التقنية وسهولة الاستخدام، وهو ما تحقق عندي في الدوزان الثابت غير المُتأثر بالعوامل الجوية، مع ثبات الآلة وتوضعها المريح أثناء العزف».
في السياق ذاته، أسس السلوم فرقةً موسيقية باسم تجمّع أدونيا الفني، شاركتْ في عدة مهرجاناتٍ موسيقية منها ختام فعاليات معرض الكتاب في سلمية، وطموحه كبير في مجال الموسيقا عموماً، مُنطلقاً من إيمانه بأن ما يحتاجه الموسيقي للوصول إلى الجمهور، هوالمصداقية ومحبة الناس قبل كل شيء، أضف إلى ذلك عشق الفن والموسيقا الجادة.