“قطرات” و”سارة” بين المواجهة والأمل.. قضايا المرأة والطفولة في عروض بيت السينما

تشرين- ميسون شباني:

التوجه نحو قضايا المرأة والطفولة كان من ضمن خيارات عروض بيت السينما هذا الأسبوع، ولاقى اختيار الفيلمين السينمائيين القصيرين “قطرات “للمخرج أيهم عرسان ، و”سارة” للمخرج علاء أبو فراج تفاعلا كبيرا ممزوجا بتساؤلات كثيرة من جمهور سينما كندي دمشق.

مواجهة الخيبات والانكسارات

عرض الفيلم الأول “قطرات” الذي سبق أن نال عدة جوائز محلية ودولية آخرها المركز الأول في مهرجان “مزدة” للأفلام السينمائية القصيرة في ليبيا.

ويحاكي الفيلم عبر ٢٦ دقيقة الألم الذي يتعايش ويتصادق معه الإنسان فتصبح نكسات الحياة وصدماتها كأنها أمر عادي ضمن ما هو متوقّع ومنتظر، وكيفية استنهاض الأمل من وسط اليأس، فالقطرات هي شخصيات الفيلم، وهي جزء من نهر الحياة الذي افترضه المخرج في رؤيته البصرية.

وذكر المخرج عرسان ل”تشرين” أن عرض الفيلم ضمن بيت السينما أمر مهم باعتبار أن قنوات إيصال الفيلم القصير إلى الجمهور قليلة سواء عبر المهرجانات أو بعروض مثل هذا النوع، ونوه إلى أهمية أن يكون هناك ناد سينمائي وجمهور نوعي ونقاشات مباشرة لإيجاد حالة صحية في الإضاءة على الجوانب الإيجابية، وتصويب السلبية وتلافيها فيما بعد.

وأشار إلى أن حلم السينمائي عند اشتغاله أي فيلم هو ليراه الناس، ويرصد ردود أفعالهم تجاه القضايا المقدمة، ويجيب عن استفساراتهم حول ما شاهدوه.

صراع الوحدة ومحاكمة الذات

الفيلم الثاني يحمل عنوان “سارة ” للمخرج علاء أبو فراج، الذي سبق أن نال جائزة هيباتيا الفضية في مهرجان الإسكندرية السينمائي للأفلام القصيرة، وحصلت بطلته سهير صالح على تنويه خاص من لجنة التحكيم على أدائها المميز فيه.

ويحاكي الفيلم عبر ١٧ دقيقة الفتاة سارة التي تستهلك دقائق أيامها في دمشق المدينة المنهكة، فتصبح أسيرة لها وترتدي العاطفة لتختبىء فيها، هي فرضية بنى عليها أبو فراج فيلمه ، حيث يدخل الفيلم في صلب الوحدة وعلاقتها مع سارة التي يقيدها الروتين كمحاسبة على صندوق في أحد المحال، تربطها علاقة بشاب يساكن منزلها الذي استأجرته من سيدة عجوز، وتواجه هول الصعاب في المدينة المتعبة.

الفيلم مبني على نهاية مفاجئة وهي أنسنة القط الذي يركن منزلها بأسلوب رمزي، ويتحدث عن مشكلاتنا وصراعاتها مع نفسها ومواجهتها للمجتمع، ويقدم محاكمة للذات خاصة بعد النهاية غير المتوقعة، الأمر الذي جعل جمهور السينما يطرح سيلا من الأسئلة حول خيارات المخرج ورؤيته لمشكلة الوحدة وتعاطيه معها بصريا بأسلوب رمزي غير واقعي.

وبين المخرج ل”تشرين”أن الفيلم يحاكي الصراعات الداخلية لسارة ، وكيف تتعاطى معها في ظل الزحام اليومي والروتين الذي تعيشه.

تقديم الإنتاجات السينمائية السورية

من جهته أكد المخرج رامي نضال أحد المشرفين في مشروع بيت السينما أن هذا المشروع ملتزم بدعم كل المخرجين السوريين سواء أكان الفيلم من الإنتاجات الخاصة أم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

وعبر المخرج فراس محمد أحد المشرفين على مشروع بيت السينما عن أن فكرة المشروع قائمة على تقديم مختلف الإنتاجات السينمائية السورية عبر عروض نصف شهرية واطلاع الجمهور السينمائي على التجارب السينمائية وهو فرصة للقاء المباشر مع الجمهور ورصد انطباعاتهم .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار