جردة جديدة لمشاكل زراعة البيوت البلاستيكية 

رفاه نيوف 

تتوالى الضربات على مزارعي البيوت المحمية في محافظة طرطوس ، فلا يكاد المزارع يصحو من كارثة ألمّت بمحصوله حتى يقع في الثانية.

التنين، الغمر والصقيع، وصولاً إلى الانخفاض الكبير في الأسعار الذي لا يتناسب مع تكلفة الإنتاج.

المصدر الوحيد

تشكل الزراعات المحمية العصب الرئيسي لسكان المحافظة ومصدر الدخل الوحيد لآلاف العائلات ، وقد بلغ عدد البيوت البلاستيكية المستثمرة بالمحافظة للموسم الزراعي 2021-2022 كما بيّن رئيس دائرة التخطيط بمديرة الزراعة بطرطوس أسعد سليمان ل ( تشرين ) حوالي /141735/ بيتاً محمياً تنتج 410 آلاف طن.

هذا إنتاجها ..!

وتشكل البندورة المحمية الزراعة الأساسية فيها ، حيث بلغ عدد البيوت المزروعة بندورة /83988/ بيتاً تنتج /300/ ألف طن ، و/50/ ألف طن باذنجان /30/ ألف طن فليفلة /20/ ألف طن خيار /6/ آلاف طن من الفريز، /4/ آلاف طن فاصولياء.

وأشار سليمان إلى وجود تراجع في أعداد البيوت البلاستيكية المستثمرة هذا العام عن الأعوام السابقة.

وبين أن الزراعة المحمية تتركز في منطقة طرطوس بالدرجة الأولى، تليها منطقة بانياس ثم صافيتا وباقي المناطق بنسب قليلة .

أسعار منخفضة

يسيطر اليأس والخوف من المجهول على مستقبل الزراعة المحمية في طرطوس.

وهذا ما لمسناه خلال جولة لتشرين على حقول مزارعي قرية حريصون بمنطقة بانياس واللقاء معهم وقد توحدت شكواهم :

المزارع أمجد سلمان قال: إننا اليوم في ذروة إنتاج البندورة لهذا الموسم، وقد انخفضت الأسعار بشكل كبير لتسجل ما بين 250 – 300 ليرة لكيلو البندورة الحمراء وما بين 400 – 500 ليرة للبندورة الخضراء وهذا السعر أوقع المزارع بخسائر كبيرة.

وبين أن للمازوت الزراعي قصة أخرى إذ حصلوا على البطاقة الإلكترونية منذ أشهر لكنهم لم يحصلوا على ليتر واحد منه، بحجة عدم توافره بينما نجده وبأي وقت في السوق السوداء بسعر /6/ آلاف لليتر!

وتابع: “أنا مزارع عند صاحب بيوت بلاستيكية، عندما تنخفض الأسعار يتراجع الناتج، وخلال هذا العام بأكمله لم يتجاوز نصيبي /550/ ألف ليرة سورية، وعائلتي مؤلفة من خمسة أفراد فكيف لهذا المبلغ أن يكفيني سنة كاملة في ظل الغلاء الفاحش؟” .

وأضاف المزارع عز الدين قاسم وهو صاحب ملك بأن الاستمرار بالزراعة المحمية أصبح وفي ظل الغلاء الفاحش لمستلزمات الإنتاج والانخفاض الكبير بالأسعار ضرباً من المخاطرة ، والكثير من المزارعين في حال استمرار الحال على ما هي عليه وعدم وجود جهة راعية تسوق المنتجات الزراعية وخاصة البندورة سوف تنسحب من دورة الإنتاج الزراعي وأنا منهم.

وتساءل: أين السورية للتجارة وما هو دورها ولماذا لا تتدخل وتسوق المحصول، وأين خططها في التدخل الإيجابي وحماية المزارع من التجار؟

تكلفة كيلو البندورة

رئيس الجمعية الفلاحية بقرية حريصون فائز سليمان بين أن تكلفة كيلو البندورة تصل لحوالي /1100/ ليرة، فإجمالي تكلفة البيت الواحد المنتج لنحو /2500/ كيلو تصل إلى /2/ مليون و 650 ألف ليرة، بينما يباع اليوم بأسواق الهال ب /400/ ليرة بأحسن الأحوال وهذه خسارة كبيرة للمزارع ، وناشد سليمان الجهات المعنية للتدخل، وإنقاذ هذه الزراعة التي تشكل مصدر رزق الكثير من العائلات، قبل أن يتركوا الزراعة وينضموا لقافلة العاطلين عن العمل .

تأكيد الصعوبات

رئيس دائرة الإنتاج النباتي بزراعة طرطوس محمد حسن أكد وجود معوقات كثيرة تقف بوجه الزراعة المحمية، وأهمها ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، وتعرض هذه الزراعة للعوامل الجوية والتي تسبب خسائر كبيرة للمزارعين، إضافة لانخفاض أسعار التسويق بشكل لا يتناسب مع تكلفة الكيلو، واقترح ضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مقبولة ، وإيجاد طريقة للتنبؤ بالأعاصير أو التنين البحري ، وإيجاد خطوط تصريف مياه الأمطار الزائدة، ودعم الزراعات المحمية عن طريق تقديم قروض أو منح للمزارعين، ليتمكنوا من الاستمرار بهذه الزراعة وتأمين أسواق خارجية لتصريف الإنتاج الزائد عن الاستهلاك المحلي .

غياب الخطط

أما رئيس اتحاد فلاحي طرطوس محمد حسين فتحدث عن غياب الخطط الزراعية المدروسة، وإلا كيف نكون بذروة الإنتاج في طرطوس وفي محافظات أخرى منتجة للبندورة مثل درعا مع غياب تسويق المادة؟

وتساءل: لماذا لا يتم التخطيط السليم من قبل وزارة الزراعة بتحديد الزراعات المناسبة بكل موسم ولكل محافظة حتى لا نصل إلى وفرة كبيرة بالإنتاج و كثرة العرض مع غياب الأسواق الخارجية؟ وبالتالي انخفاض كبير بسعر الكيلو وخسائر كبيرة للمزارعين وهذا ما يحدث حالياً؟

حلول لا تنفذ

وبين حسين أنه تم طرح أفكار لوزارة الصناعة تنقذ هذه الزراعة وتحافظ على أسعار مناسبة من خلال إقامة معمل عصائر للبندورة.

وجاء الرد بأن حموضة البندورة الساحلية مرتفعة وغير مناسبة للعصير ، إضافة لطرح إقامة معمل لإنتاج خراطيم المياه والعبوات البلاستيكية وعبوات زيت الزيتون بسعة ليتر إلى ليتر ونصف وشرائح نايلون لتغطية البيوت المحمية بأسعار مناسبة للمزارعين. وقال إن السورية للتجارة حتى اليوم لم ترقَ للدور المطلوب منها.

تأمين زراعي

وأشار رئيس غرفة زراعة طرطوس هيثم ضيعة إلى أهمية إقامة شركات مساهمة لإنتاج المواد الزراعية ، وأن التأمين الزراعي يحتاج لشركات خاصة بالتأمين تعرف كيف تدير الأمور وليس لغرفة الزراعة ، مؤكداً أن دور السورية للتجارة مهم في تسويق الإنتاج الزراعي ، وإذا عملت بشكل علمي وسليم قد تنقذ المزارع ولكن ضمن حدود .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار