الأثر واحد

لا أحد منا يستطيع العيش بمفرده , أو فرض حالة تعامل ضيقة ويقول أنا سأعيش ضمنها , وأستغني عن الكثير من حولي , لأن العلاقة محسومة ومحسوبة على مستوى الكل , وليس على مستوى الأفراد فقط، فكيف الحال على مستوى البلدان , إذ لا تستطيع تحقيق مفردات ذلك من دون التشارك مع الدول الأخرى ..
وهذه بالضرورة طبيعة الحياة , وقانون الطبيعة الذي يفرض (الأثر والتأثر) على الجميع سواء من ناحية الإيجاب أم السلب ..!
وما يحدث في الحرب الروسية الأوكرانية , وما حدث في بلدان أخرى , وحدث في بلدنا من ويلات ودمار وتخريب للبنى الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من بنى تخدم الإنسان في حياته ومعيشته , فلا يستطيع أي فرد أو دولة أن تقول أنا بعيدة عن الأثر، فكلنا معنيون بآثار ما يجري على أرض أوكرانيا وغيرها , لما لذلك من انعكاس مباشر على الحياة الاقتصادية لكل دولة وخاصة التي يرتبط اقتصادها باستيراد الكثير من مقوماته وحاجاته من الأسواق الخارجية ..
ونحن كبلد ما زلنا نعيش تفاصيل حرب تمتد في عمرها الزمني أكثر من(11) عاماً، حرب دمرت معظم بنيتنا الصناعية والزراعية وغير ذلك الكثير.!
علينا اتخاذ كل الإجراءات، حكومة وأفراداً للتخفيف من آثارها السلبية على معيشتنا والاستغناء ما أمكن عن الوارد الخارجي , لذلك كانت حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتفادي ذلك خطوة باتجاه النجاة ولاسيما فيما يتعلق بقرار المصرف المركزي برفع سقف السحوبات اليومية من المصارف الأمر الذي سيسهم في زيادة السيولة النقدية لديها, وتأمين متطلبات الفعاليات الاقتصادية بصورة أوسع في ظل ارتفاع غير مسبوق للأسعار, ناهيك بالمرونة التي سيوفرها في سوق العقارات وتسهيل حركة البيع والشراء وغير ذلك من ايجابيات في ظل تدابير حكومية لتأمين المطلوب والتخفيف من حدة الأثر السلبي لما يجري على أرض أوكرانيا وغيرها ..
والإجراء الحكومي لم يقتصر على ذلك، فهناك حزمة من الإجراءات اتخذتها, لكن الإجراء الأهم الذي يسجل لها في هذه الظروف الاتجاه نحو تأمين مستلزمات مكون الإنتاج المحلي بشقيه (الزراعي والصناعي) لأن تخفيف الأثر مرتبط كلياً بهذا الاتجاه باعتباره المكون الوحيد الذي يحقق الاستقرار المطلوب لأسواقنا المحلية وتوفير احتياجاتها, الأمر الذي يخرجنا من دائرة الأثر السلبي , ويخفف الضغوط الخارجية على اقتصادنا الوطني الذي مازال يخطط للخروج من أزمات الحرب الكونية, فهل ننتظر طويلاً لنحصد نتائج هذه الإجراءات وانعكاسها على أرض الواقع بصورة إيجابية يتلمسها الجميع ..؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
عمل جراحي نوعي في مشفى الباسل بطرطوس.. نجاح استئصال كتلة ورمية من الدماغ لفتاة بعمر ١٤ عاماً «صحة الحسكة» تتسلم شحنة جديدة من الأدوية "الزراعة" تعتمد أربعة أصناف جديدة من التفاح وتدعو للتشارك مع القطاع الخاص لإنتاج البذور رئاسة مجلس الوزراء توافق على مجموعة من توصيات اللجنة الاقتصادية المرتبطة بتقديم وتحسين واقع الخدمات في عدد من القطاعات بقيمة تجاوزت تريليون ليرة.. 28 مليون مطالبة مالية عبر منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية أميركا تعود إلى مسار «اليوم التالي» بمقايضة ابتزازية.. و«كنيست» الكيان يصوّت ضد الدولة الفلسطينية.. المنطقة مازالت نهباً لمستويات عالية المخاطر مع استمرار التصعيد شهادتا تقدير حصاد المركز الوطني للمتميزين في المسابقة العالمية للنمذجة الرياضية للفرق البطل عمر الشحادة يتوج بذهبية غرب آسيا للجودو في عمّان... وطموحه الذهب في آسيا مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟