صرخة وجع
ليس المهم ما كشف عنه حارس مرمى المنتخب الكروي الأول إبراهيم عالمة من تجاوزات وأخطاء مقصودة وغير مقصودة ، لأن الجميع يعرف ما يدور في كواليس اتحاد الكرة من سنين طويلة، وأن السر في عدم وصول منتخبنا إلى المونديال العالمي وراءه فسادٌ إداري ومالي كبيران في الاتحادات الكروية المتعاقبة ، بل الأهم هو محاسبة من يقف وراء هذا الفساد، لأن ما باح به حارس المنتخب في صرخة وجع وألم شديدين ليس كل الحقيقة بل جزء بسيط منها ” وما خفي أعظم”.
لن نكرر الحديث نفسه ، ولن نطالب بتشكيل لجان تحقيق تكون مهمتها تمييع الأمر بعدة قرارات قد تطول أشخاصاً لا علاقة لهم ويحمّلونهم المسؤولية لتبقى ساحات هؤلاء الفاسدين بريئة، والآخرون هم المتهمون ، لا نريد إلا إقامة العدل في هؤلاء الذين حرموا جماهيرنا الكروية العريضة من فرحة وصول منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم ، ومازالوا يتربعون على عرش الفساد الرياضي في كل نواحي العمل الرياضي ويفرضون كلمتهم عبر تحالفات مشبوهة في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم .
للحقيقة القيادة الرياضية الجديدة حاولت أن تفعل شيئاً ورسمت في أذهانها مشاريع رياضية متنوعة ولو تمكنت من تنفيذها لكانت رياضتنا بخير، ولكن اصطدمت بتيار عالٍ حال دون تنفيذها وغرقت في التفاصيل الصغيرة وابتعدت كلياً عن تحقيق الإنجاز الأبسط والأهم والأقوى الذي تحلم به كل جماهيرنا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم ، وسنبقى نعيش الدوامة نفسها في كل حدث رياضي قادم لأن هؤلاء مازالوا فاعلين على الساحة الرياضية لأنهم ببساطة بعيدون كل البعد عن المحاسبة والعقاب .
فهل سنشهد في الأيام القليلة القادمة ما يثلج صدور جمهورنا الكبير المتعطش ليرى من حرمهم فرصة مشاهدة منتخبهم الكروي في المونديال العالمي يحاسبون ويعاقبون على أفعالهم؟