في الذكرى الـ 40 للإضراب.. يوم أغرّ في تاريخ الجولان السوري المحتل
يصادف يوم غد الذكرى الأربعين للإضراب الوطني الشامل الذي خاضه أهلنا في الجولان المحتل عندما هبوا رفضاً للقرار المشؤوم القاضي بضم الجولان إلى الكيان الصهيوني في الرابع عشر من شباط عام 1982، وبهذه المناسبة, وفي كل عام يؤكد أهلنا في الجولان المحتل تمسكهم بهويتهم وأرضهم وحقوقهم وأن هذه الذكرى تشحذ فيهم الإرادة والعزيمة على مواصلة الصمود والمقاومة حتى إفشال المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في الجولان وتحرير كامل ترابه.
قبل أربعين عاماً كان لأهلنا في الجولان ملحمة بطولية سطروها بإضرابهم الشامل في الرابع عشر من شباط عام 1982 للتصدي لقرار كنيست الاحتلال الصهيوني المشؤوم القاضي بضم الجولان المحتل وفرض القوانين الإسرائيلية على سكانه، والذي صدر في الـ14 من كانون الأول 1981، بعد أن خططت له سلطات الاحتلال منذ بدء احتلالها للجولان ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية، وكانت هذه الهبة شاهداً على عظمة هذا الشعب التي كانت عنواناً كبيراً للعالم أجمع عن صمود وتحدي هذا الشعب وتأكيده أن أهلنا في الجولان وكل أبناء الشعب السوري كانوا وما زالوا وسيبقون يفخرون بانتمائهم لوطنهم سورية.
إن مسيرة النضال لأهلنا في الجولان ضد الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته وقراراته العنصرية حافلة منذ عام 1967، ولعل الإضراب التاريخي الذي أعلنوه قبل 40 عاماً والذي سمي أيضاً بالإضراب الكبير، جاء بعد اجتماع شعبي تنادى إليه أهالي الجولان، بمشاركة الآلاف منهم، وكان أبرز تلك المحطات، حين تصدوا لقرار الضم، وفرض القوانين الإسرائيلية على أبنائه، إذ أطلقوا على إضرابهم شعار «المنية ولا الهوية»، رفضاً لفرض «الهوية الإسرائيلية»، ولقرار الضم، وللتأكيد على تمسكهم بهويتهم الوطنية ومواصلة نضالهم في مواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية حتى تحرير الجولان، واستعادة كامل الحقوق المغتصبة.
قوات الاحتلال قامت فور إعلان الإضراب بفرض حصار عسكري شامل على القرى والبلدات في الجولان، ومنعت وصول المواد الغذائية، وقطعت الكهرباء عن الأهالي في محاولة للتعتيم على ما يجري، وعزلهم عن العالم الخارجي في محاولة منها للضغط عليهم، وإجبارهم على إنهاء الإضراب والقبول بقوانينها، كما عمدت إلى الاعتقال التعسفي لعشرات الشبان من أبناء الجولان بعد حملات مداهمة للبيوت، وفرضت منع التجول في مختلف القرى.
لكن أهالي الجولان العزّل قابلوا هذا الحصار الجائر وضغوط الاحتلال بالصمود والمقاومة والتجذر في أرضهم وقراهم، وخاضوا خلال فترة الإضراب مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، كان أهمها معركة الهوية التي جرت في الأول من نيسان عام 1982 بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال عدة قرى، ونكلت بسكانها، وبعد أكثر من خمسة أشهر من الإضراب اضطر كيان الاحتلال إلى الاستجابة لمطالب الأهالي، والتراجع عن مخططاته العنصرية لفرض “الجنسية الإسرائيلية” على أبناء الجولان، بالتزامن مع تأكيد الأمم المتحدة والكثير من الدول الحرة في العالم أن قرار الكنيست الإسرائيلي بضم الجولان باطل ولا أثر قانونياً له وأن الجولان أرض سورية.
اليوم وفي الذكرى الـ40 للإضراب الشامل، ما زال أهلنا في الجولان السوري المحتل على العهد نفسه، يؤكدون أن ذكرى الإضراب تعزز فيهم الأمل والعزيمة على مزيد من الصمود والمقاومة، وإفشال كل القرارات والسياسات الإسرائيلية بحق الجولان المحتل أرضاً وتاريخاً وسكاناً، ولعل موقفهم الواضح بالامس لجهة رفض مخططات الاحتلال بتركيب توربينات هوائية، لهو تأكيد آخر على مضي أهلنا هناك في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة وتطلعهم إلى اليوم الذي يعودون فيه إلى الوطن دون تفريط بذرة تراب من أرض الجولان الطاهرة كما كل ذرة تراب من أرض الوطن السوري على امتداده.
يذكر أن الإضراب العام المفتوح استمر أكثر من ستة أشهر، حاولت قوات الاحتلال بكل جبروتها تطبيق قوانينها المخالفة لكل الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية على شعب أعزل، بعد فرض التعتيم الإعلامي على ما يجري هناك.