ابن الجولان المحتل د. نواف مسعود رحل وبقي الأمل
ابن الجولان السوري المحتل الدكتور نواف مسعود الذي حالت بينه وبين أهله وأرضه حقول ألغام وأسلاك شائكة زرعها كيان الاحتلال الإسرائيلي غادر الحياة دون أن يودع أحبابه، وظل ثابتاً بمواقفه الوطنية وأصر أن يبني منزله في قرية عين التينة ليبقى مطلاً على قرية مجدل شمس المحتلة وقريباً من أرضه.
وقد قال شقيق الراحل هايل مسعود: إنها أصعب الحالات الإنسانية التي نواجهها بوداع أقرب الناس إلينا دون أن نكون بين أبنائه وزوجته نشاطرهم الحزن على فراق نواف ونكتفي ببث المشاعر عبر الهاتف والتواصل عن بعد إذ إن الاحتلال لا يسمح لنا بالزيارات التي هي أبسط حقوقنا في أصعب اللحظات.
ابن شقيقه إميل مسعود أكد أن وطنه الذي احتضن عمه خلال سنوات طويلة من طالب جامعي إلى طبيب ناجح كان له الفضل الكبير وكانت فيه المحطات التي صقلت حياة الراحل الذي بقي متمسكاً بحلم العودة إلى أرضه في الجولان المحتل، لافتاً إلى أن الجولان اليوم يودع أحد أبنائه وسط غصة كبيره بعدم السماح بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه وعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بعبوره وعودته إلى الجولان المحتل حتى وهو مسجى.
كلمات الأهل والأصدقاء ورفاق الدراسة الذين عاشوا مع الراحل سنوات طويلة تعانقت مع برقيات الأحبة من داخل الوطن التي أكدت جميعها على موقف الجولان الثابت والراسخ رغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الجولان الصامدين والصابرين.
وقد قصد الراحل جامعة دمشق نهاية سبعينيات القرن الماضي بمنحة دراسية من القائد المؤسس حافظ الأسد خص بها طلاب الجولان السوري المحتل لم يعد إلى قرية مسعدة مسقط رأسه منذ ذلك الحين حيث بقي يحلم ببساتينها وروابيها ليرحل اليوم دون أن يودعه أشقاؤه وأصدقاؤه وجيرانه ويلقوا عليه نظرة الوداع الأخير ويغطي وجهه تراب الجولان الذي عشقه
و كانت مشاركة السوريين واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي معزّية الأهل في مدينة جرمانا بريف دمشق التي احتضنت الراحل نواف مسعود على مدار سنوات طويلة، فالجثمان مسجى فيها والعزاء في مسعدة بالجولان المحتل والألم والدمع واحد.
ولا يزال الأمل بتحرير الجولان يكبر يوماً بعد يوم لدى كل السوريين وأنه عائد لامحالة إلى الوطن الأم سورية.