شتان بين تسعيرة «التموين» وأسعار الباعة في أسواق حماة!
لم تستطع وزارة التجارة وحماية المستهلك الحد من جشع التجار الكبار والباعة الصغار واستغلالهم، في الوقت الذي تطلعنا فيه مديريات حماية المستهلك في كل المحافظات يومياً بأرقام عدد ضبوطها التي تسطرها هنا وهناك .
ورغم أن العرض والطلب هو سيد من يسعر، لكن ما زال هناك فارق بين تسعيرة حماية المستهلك وتسعيرة الباعة، «تشرين» جالت في أسواق حماة ومصياف بعد أن اطلعت مسبقاً على أسعار حماية المستهلك، فماذا كانت النتائج؟
في سوق الثامن من آذار كان سعر كيلو البطاطا ١٧٥٠ ليرة، في حين كانت تسعيرة حماية المستهلك الصادرة في ١٢ الشهر الجاري بـ١٧٠٠ ليرة، بينما كان سعر كيلو البندورة رسمياً ٥٥٠ وكان يباع في سوق حاضر الصغير بـ٦٥٠ ليرة .
المواطن محمد حلبي قال: عندما قلنا له إن تسعيرة حماية المستهلك تقول إن سعر كيلو البطاطا ١٧٠٠ ليرة والبندورة ٥٥٠ ليرة أجاب من يتقيد بتسعيرة التموين؟ فالتاجر يبيع على «كيفه» فقد اشتريت كيلو البطاطا بـ١٨٠٠ ليرة والبندورة بـ٦٥٠ ليرة. كما التقينا سيدة حاولنا أن نعرف رأيها فيما تسوقت فاكتفت بالجواب: الأسواق «فلتانة» الله يعين المواطن .
غير أن ما لمسناه بين أسواق حماة وأسواق مصياف كان لافتاً للنظر بشكل جلي وواضح، فكيلو البطاطا يباع بـ١٨٠٠ والبندورة بـ٧٥٠ ليرة وفي محال أخرى بألف ليرة، تحت ذريعة أجور النقل المكلفة. أما جرزة البقدونس حسب تسعيرة التموين فسعرها ١٢٥ ليرة وتباع بـ٢٥٠ ليرة والزهرة سعر الكيلو ٥٥٠ يباع طبعاً في أسواق مصياف بـ٦٠٠ ليرة .
سيدة افترشت الإسفلت في سوق مصياف لتبيع بعضاً من منتوجاتها من الخضار قالت:«لا يهمني السعر الكبير بقدر ما يهمني أن أبيع منتوجاتي وأعود إلى بيتي كي لا أحمل البضاعة معي وأعيدها للبيت» .
أما أبو أحمد إبراهيم فقال: أنا أحرص على أن أشتري من هؤلاء الباعة الطيبين لنظافة خضراواتهم أولاً وأسعارهم المقبولة ثانياً، فهم ليسوا جشعين كبقية الباعة .
باختصار؛ هناك فارق ملحوظ بين أسواق هال مصياف وحماة وكذلك باعة المفرق، فالأسواق أشبه بالأدغال، لكن هي حاجة المواطنين اليومية فقد ضعفت القوة الشرائية بشكل ملحوظ ، ومع ذلك لا ننكر دور «حماية المستهلك» لكن ما يجري في الأسواق بات صعباً جداً على المواطنين .
ولمعرفة تفاصيل هذا الفارق السعري بين تسعير تموين حماة وأسعار الباعة اتصلنا بمدير حماية المستهلك بحماة رياض زيود فأجاب بأن التاجر بعد أن يحصل على فاتورة من محافظة أخرى لم يعد لنا علاقة به، أي يكون قد حمى نفسه .
وأضاف زيود: هنا علينا أن نتواصل مع تسعير المحافظة التي استحضر منها المادة للتأكد من صحة الفاتورة، ومعها ينتهي دورنا إن كان صحيحاً، وإن لم يكن دقيقاً نتابع الموضوع .
واستطرد مدير حماية المستهلك في حماة بأنه سيتابع كل التفاصيل، وقد تم تنظيم ٢٥ ضبطاً يوم إجراء هذا الاستطلاع .