بين الداعم والمدعوم!

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن انعدام فعالية الطبقة الوسطى، أو تفريغ الوسط الذي يشكل العمود الفقري لأي مجتمع, وبات كثيرون يقولون وداعاً للطبقة الوسطى التي تآكلت مدخراتها وانزلقت بشكل مخيف إلى مشارف الفقر!

لاشك أن عدم المساواة في الدخل أدى إلى تراجع طبقة الوسط, والتي من المفترض أن تكون طبقة التوازن لأي مجتمع, لاسيما أنها تشكل شريحة كبيرة جداً من الفئات المتنوعة للناس فهل باتت من منسيات الماضي؟

حسب ما هو واضح أن طبقتنا الوسطى التي كنا نتغنى بها تصارع من أجل البقاء, بل نكاد نقول إنها على أعتاب الهاوية, أي إن غالبية المجتمع وبنسبة تتجاوز -حسب بعض الدراسات- 80%، تميل بمجملها نحو الفقر والحاجة, ولذلك كثر الحديث عن الدعم ومن يستحقه, ومن هو بحاجته أكثر؟

ونسأل: هل تلك القرارات الصادرة عن بعض الجهات تسهم في دعم الفئات المحتاجة من المجتمع؟ وهل فعلاً منحازة للمواطن؟ أم إنها قرارات غير مدروسة لأعمال ومشاريع وخطط لا يدركها إلا أصحابها, في حين أن الفئة المستهدفة، وهي الناس، تغيب عنها الرؤية والأسباب ولا تظهر سوى النتائج بمزيد من المعاناة!

لم تبق مادة أو سلعة لم ترتفع أسعارهم! بينما عصب الحياة من كهرباء وغاز ومازوت بات صعب الحصول على القليل منهم, وبعد كل ما يحدث يكثر الجدال والنقاش حول أحقية من يستحق الدعم, وواقع الحال يؤكد أن النسبة الساحقة تستحق, إلا من ندرة تشكلت لديها الثروات خلال سنوات الحرب.

وعلى سيرة الدعم يبدو أن الجميع بات بحاجته, وما يحكى عن لجنة الدعم الإعلامي ومهامها, قد تكون الغاية منها -وكما قرأنا- إيصال المعلومات الصحيحة وفي الوقت الصحيح لأفراد المجتمع بعيداً عن الشائعات والتأويل وتلك مسألة مهمة, لذلك نأمل من أصحاب القرار أن يأخذوا بعين الاعتبار وقبل صدور القرارات استقصاء الآراء, من خلال استبيانات حتى نقول فعلاً إن هناك تشاركية لا سياسة فرض الواقع والقرار, ولو كانت جسور التواصل بين المواطن والحكومة موصولة لما كنا بحاجة لتلك اللجان!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار