تعب المشوار!!
هي ظروف اقتصادية صعبة, وتوقعات لدى الكثير من الناس أنها مقلقة, ولكن من يدرك المستقبل ومن يعلم الغيب؟ فالشكوى مستمرة وأنين الفقر يطرق الأبواب, والأيام التي نحملها تعب السنوات لا تزال تمضي من صعب لأصعب, بينما المواطن ينتظر الخطط البديلة, أو بضعة قرارات تعيد لحياته اليومية شيئاً من الأمل, ويأتي الحصاد فقاعات هوائية على شكل كلمات وتصريحات تذروها رياح الفقر وعجز الأداء!!
ماذا يمكن للمواطن أن يفعل, وقد تعب من الشكوى التي تعود إليه مرتدة بمزيد من المعاناة؟ خاصة أنهم اعتادوا على اداريين يطرحون تصوراتهم الضبابية ليعودوا لتفسير غير المفسر!!
فهل أصبح المواطن حقل تجارب؟ وهل التباكي والوقوف على الأطلال والدعم الكلامي, يعيد للمواطن ما يسلب منه على مدار الساعة؟ وهل بإمكان وزارة التجارة الداخلية و«حماية المستهلك» المغلوب على أمرها, أن تشرح لنا إنجازاتها في الأسواق من خلال تخفيض سعر مادة واحدة مثلاً؟ أو حتى وضع حد للمتلاعبين والمحتكرين الذين باتت حياة واحتياجات المواطنين لعبة في أيديهم؟!
نستغرب كيف يمكن تلخيص كل ما يحدث بعبوة زيت, ونستغرب أكثر الوقت الضائع لاجتماعات غايتها تأمين القليل من السكر, فهل هذا الهدف من إحداث وزارة التجارة الداخلية أم إن الاستراتيجيات ضاعت منها وصارت بضعة ضبوط تموينية لصغار الباعة؟!
ما نفهمه من الدعم والمدعوم أن يكون كل مسؤول إلى جانب الفقير, وما نعلمه تماماً أن المواطن الذي صبر وصمد طوال سنوات الحرب يستحق أكثر من كلمات التسويف؛ “سوف نعمل وسوف نحسّن وسوف نكون إلى جانب المواطن”!!
أما الحقيقة فإننا لا نزال ندور في دهاليز الوعود واللعب على الوقت, ويبقى سؤالنا الأخير وقبل اعتماد أي قرار: أليس هناك خبراء وأشخاص يمكن الاعتماد عليهم؟ أليست هناك دراسات للواقع واستقراء لأراء الشعب قبل طرح أي مشروع يمكن أن يؤثر بشكل كبير في حياتهم؟ فالناس تعبت من الكلام المجاني, ومن قرارات رهن التجريب فإلى متى؟!!