«الإبداع يحتاج إلى شجاعة».. مهرجان للفن والإنتاج
عبر ثلاثة أيام متتالية قدمت جمعية «أرسم حلمي» الفنية في مهرجانها السادس بعنوان: «الإبداع يحتاج إلى شجاعة» مؤخراً في دار الأسد للثقافة باللاذقية لوحة فسيفسائية متنوعة ما بين اللوحات الفنية والرسم على الزجاج والمنسوجات التراثية والمنتجات اليدوية، مع تقديم عروض مسرحية من قبل أطفال الجمعية، عبّر من خلاله القائمون على المهرجان بأن الفن حالة وجدانية وإنسانية مَن يؤمن بها كرسالة لا يمنعه شيء عن أدائها حتى في أعتى الظروف.
هذا المهرجان بعامه السادس هو كما الأعوام السابقة، نتاج عمل أطفال وشباب الجمعية في مجال الرسم، وفرصة لعرض منتجات السيدات اليدوية، ولكن المميز فيه هذا العام مشاركة أكثر من مئة طفل وطفلة من مدينة اللاذقية قدموا للمهرجان، وتم إعطاؤهم فسحة من خلال ورشات عمل جماعية، أشرف عليها فريق أرسم حلمي التطوعي.
عبّر المشاركون الخمسة والثمانون عن مكنوناتهم وآرائهم وتطلعاتهم تجاه حياتهم الخاصة والعامة بشكل فني إبداعي، كل حسب عمره لتعدد الفئات العمرية المشاركة ما بين أربع سنوات والثلاثين عاماً، التي تنوعت موضوعات لوحاتهم المئة مابين لوحات تعبيرية للأطفال بالمراحل العمرية الأولى لتقترب من الواقعية كلما زاد عمر المشارك، إضافة إلى لوحات الطبيعة الصامتة والبورتريه، ومجموعة من اللوحات التي اعتمدت أسلوب النسخ عن لوحات لفنانين كبار في العالم، بتقنيات مختلفة: (زيتي- مائي- إكرليك- باستيل زيتي- قلم رصاص), وكذلك تعددت معروضات معرض المنتجات اليدوية التي شاركت فيه ثلاث جمعيات وعشر سيدات وصبايا بمشغولات يدوية مابين المنتجات الطبيعية للبشرة والإكسسوار والدمى والتطريز وإعادة التدوير والرسم على الزجاج …إلخ، فيما أضفى أطفال الجمعية إبداعاً آخر على المسرح بتقديمهم عروضاً جميلة مكونة من مجموعة اسكتشات هادفة، برفقة العرائس «سمسومه ونعسان»، وبهذا أعطى المهرجان أيضاً فسحة فرح وبهجة للأطفال الذين أتوا.
ليختتم هذا المهرجان الذي أصبح علامة فنية فارقة لجمعية «أرسم حلمي» الفنية كما ذكر لنا المتابعون للمهرجان الذين التقيناهم، ومنهم كثر يتابعون نشاط هذه الجمعية لما تقدمه عبر صفحتها على الفيس وبموقع الجمعية.
واختتم المهرجان بمسابقة في مجال الرسم، قدمت الجمعية فيه هذا العام 12 جائزة مالية، وأكثر من 60 جائزة عينية، بإشراف فنانين كبار من محافظة اللاذقية «الفنان علي مقوص – الدكتورة سوسن معلا -النحات ماهر علاء الدين » أعلنوا النتائج ضمن حفل الختام الذي تضمن «برومو» لأعمال الجمعية خلال سنواتها العشر الماضية، وأهم ما قامت به من برامج ودورات وأنشطة، إضافة إلى النشاطات التشاركية مع مؤسسات وجمعيات وأفراد بما يخدم عمل الجمعية وأهدافها.
وبما أن الأطفال هم الهدف وهم البوصلة في كل ما تقوم به جمعية أرسم حلمي كما قالت الفنانة هيام سلمان رئيسة الجمعية في كلمة المهرجان كان لـ«تشرين» هذا اللقاء معها على هامش المهرجان حيث قالت: من خلال المهرجان السنوي نحاول التركيز على أهمية ممارسة الفن في حياتهم اليومية، للتعبير عن أنفسهم وعن كل ما يحيط بهم، لنستطيع أن ندخل إلى عوالمهم السحرية التي تستحق كل اهتمام، وليكون مهرجاننا رافداً للحركة الثقافية التشكيلية في محافظة اللاذقية، مشيرة إلى أن كل ذلك بجهود مجتمع أهلي يحتضن، وفريق تطوعي مؤمن بأهمية العطاء، في ظل ظروف صعبة تحديناها لنحقق مقولة المهرجان لهذا العام «الإبداع يحتاج إلى شجاعة » كما قال يوماً الفنان هنري ماتيس، وها نحن نثبت أننا شجعان لأننا ما زلنا نبدع برغم كل شيء، ونرسم أحلامنا وأحلامهم البريئة.