مؤتمر صحفي للتعريف بمشروع ترميم نبع أفقا التدمري
أكد ممثل جمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية “الفيلق التطوعي الاستكشافي” تيمور ميخالوفيتش كارموف، في رده على سؤال لصحيفة “تشرين” حول المدة الزمنية لإعادة تأهيل نبع “أفقا” في مدينة تدمر، وحول ما إذا كان التعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف هو الأول من نوعه، وفيما لو ستكون هناك مشاريع مماثلة لمصلحة المواقع الأثرية التي تعرضت للتخريب على أيدي التنظيمات الإرهابية.. قائلاً: “بالطبع سوف تكون هناك مشاريع أخرى لأن هناك العديد من المواقع الأثرية السورية تعرضت للتدمير بفعل الإرهاب وبعضها تعرض لأعمال السرقة، ويجب أن نعمل بصورة جادة من أجل مشاريع أخرى.
وجاءت تصريحات كارموف الذي يدير هذا المشروع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في القاعة الدمشقية بالمتحف الوطني بدمشق، وذلك من أجل الحديث عن المشروع الأثري المهم لإعادة ترميم وتنظيف نبع “أفقا” الذي تعرض للتخريب بسبب الإرهاب وتراكم الردميات فيه، باعتبار أن هذا النبع له أهمية استثنائية لكونه كان المصدر الأساسي للحياة في مدينة تدمر.
وفي افتتاح المؤتمر تحدث المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور محمد نظير عوض عن هذا المشروع الأثري المهم ، لافتاً إلى أهمية هذا النبع الاستثنائية في المنطقة لكونه كان المصدر الأساسي للحياة في مدينة تدمر.
وأشار عوض إلى التخريب الذي تعرضت له مدينة تدمر على أيدي التنظيمات الإرهابية ، وبالتالي تحتاج إلى كثير من العمل من صيانة وترميم لإعادة تأهيل هذا الموقع المهم لأنه يعتبر ثروة اقتصادية مهمة وأحد أهم الروافع الاقتصادية والتنموية في الجمهورية العربية السورية.
من جهته كارموف عرض المرحلة الأولى لأعمال المشروع، وصور تعود إلى فترة الأعمال الإصلاحية في الموقع.
وأضاف: “قمنا باستكشاف الموقع وقد بلغت المساحة الكاملة للاستكشاف 6.24 كم مربع، بمشاركة حوالي 200 شاب من طلاب الجامعات حضروا واستطاعوا القيام بالكثير من الأعمال”.
من جهته، قال معاون مدير الآثار السورية همام سعد: وقع الاختيار حالياً على نبع “أفقا” لأنه من المعروف عبر التاريخ أنه حيثما توجد الماء توجد الحياة، وبالتالي أحد أسباب وجود مدينة تدمر هو نبع “أفقا” الذي ينبع من أطراف المدينة ويقوم بتغذية المدينة عبر القنوات وأيضا واحة مدينة تدمر.
ولفت سعد إلى أن واحة تدمر تعتبر جزءاً من المدينة ذاتها الموجودة على لائحة التراث العالمي، وفي الوقت ذاته تعرضت لمجموعة من التعديات الإرهابية على أشجار النخيل الموجودة فيها وصولاً إلى البساتين وقد أدت جملة التعديات إلى سدّ مجرى هذا النبع، ولذلك وقع الاختيار على نبع “أفقا” الذي يضمن عودة المياه إلى البساتين وهو ما يساعد السكان أيضا للعودة إلى مدينة تدمر والعودة للعمل في بساتينهم التي تحتاج إليهم.
وبيّن معاون مدير الآثار أنه بعد إجراء دراسة متكاملة عن مراحل تنفيذ هذا المشروع، تقرّر القيام بعملية تنظيف واسعة للركام الذي يقوم بسد القنوات كمرحلة أولى، والمرحلة الثانية هي إعادة ترميم واجهات هذا النبع.
إلى ذلك كشف سعد عن أن المرحلة الأولى بدأت بتنظيف حوض النبع الذي يشتمل على آثار تعود إلى الحقبة الهلنستية أي إلى القرن الأول قبل الميلاد.
وكشف سعد أن المرحلة الثانية سوف تبدأ خلال 10 أيام، علما أن الفترة الإجمالية لتنفيذ المشروع تبلغ 3 شهور، وسيكون هناك عودة للحياة إلى تلك البساتين وإلى سكان المدينة الذين ينتظرون ري بساتينهم .