تعاون آثاري سوري – تشيكي في إدارة المتاحف وأعمال الترميم والصيانة!

تعكف المديرية العامة للآثار والمتاحف على وضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاقية تقوم من خلالها بإعارة قطع أثرية مهمة إلى دولة التشيك لترميمها بعد أن تعرضت للتدمير خلال سنوات الحرب على سورية.
وفي تصريح لـ “تشرين”، أشار المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض إلى أن الإعداد لهذه الاتفاقية بدأ منذ سنوات إلا أن جائحة “كورونا” حالت دون تنفيذ أعمال الترميم المطلوبة، مرجحاً أن يتم إرسال 31 قطعة تدمرية، كرقم أولي، لترميمها في متحف براغ على يد خبرات تشيكية عالية المستوى لأننا نعلم مدى تقدم التشيك عموماً في مجال إدارة المتاحف وأعمال الترميم والصيانة وغير ذلك.
وتحدّث عوض أيضاً عن الخطوط العريضة لتعاون مستقبلي لاستقبال مجموعة من الفنيين السوريين لتدريبهم على بعض المهارات المتعلقة بالترميم “في حال نجحنا في إرسال القطع الأثرية” المحددة، أو بعد إجراء بعض التعديلات على عددها، لتأخذ الاتفاقية مسارها ضمن الأنظمة والقوانين المحلية.
كما تطرّق عوض إلى مسألة الخبرة الآثارية التشيكية التي يمكن لسورية توظيفها لمصلحة اللقى والقطع الأثرية بمختلف تنوعاتها، مشيراً إلى أنه خلال اللقاء مع الجانب التشيكي “تمت مناقشة أوجه للتعاون في مجال المتاحف، وهذا أمر مهم جداً، وطبعاً وضع خبرة التشيك في مجال بعض الفنون أو بعض القطع أو المحفوظات المهمة جداً في المتحف الوطني والمتاحف الأخرى لجهة الكشف عليها وتقييمها فنيا بعد كل هذه السنوات”.
وأكد مدير الآثار والمتاحف أن سورية أبدت رغبتها في الكشف عن اللوحات والرسوم الفنية، و”التشيك الآن يدرسون هذه الرغبة، وإن تم ذلك سيكون جيداً جداً، علماً أنهم أبدو استعداداً كبيراً جداً للتعاون”، مستدركاً بالقول: “لا نستطيع حالياً تحديد الرسوم أو اللوحات الفنية، ومن أيّ موقع، ولكن عند الرد بالإيجاب وإبداء الجانب التشيكي جهوزيته، سيتم الدخول بالتفاصيل المتعلقة بحجم هذه اللوحات وبتاريخها ولأي فترة تعود.
وأوضح عوض أن التشيك استقدموا أجهزة تصوير مهمة لصالح البعثة المشتركة السورية – التشيكية من أجل التنقيب في تلّ الشامية، في محافظة اللاذقية، والقيام بأعمال المسح الجيوفيزيائي، وأعمال تثبيت مربعات التنقيب ودراسة سطح التل وحدوده الأثرية، وحدود التراكمات الأثرية في التل. وخلال هذا الموسم انحصرت الأعمال في دراسة وتحضير وتثبيت شبكات وتربيع شبكات العمل أو شبكات التنقيب وتحضير الأجهزة اللازمة بما فيها طائرة مسيرة تستخدم لأغراض مختلفة، منها المسح ومنها التصوير ومنها رسم الخرائط المتعلقة بأعمال التنقيب”.
وأضاف: “هناك مستقبل واعد لعمل البعثة في تل الشامية التي زارها الفريق التشيكي وقام بمعاينة المكان وناقش الأعمال المستقبلية مع خبراء مديرية الآثار والمتاحف في سورية، وسيكون موسم العام القادم الموسم الثاني لهذه البعثة”.
وفي الحديث عن المواسم المناسبة لتلك الأعمال، أكد عوض أن المواسم هي تلك التي تبدأ قبل الأمطار، “نحن نعلم أن الأعمال التي تجري على الساحل السوري يفضل أن تكون خلال أشهر الصيف قبل موسم الأمطار التي تكون غزيرة في الساحل السوري”.
ولابدّ من الإشارة إلى أن دائرة التنقيب والدراسات الأثرية في مديرية الآثار قامت بصياغة اتفاقية تنقيب مشتركة سورية تشيكية في تل الشامية في محافظة اللاذقية، وهو تل كبير ومهم جداً يعتقد بأن له علاقات مهمّة مع موقع أوغاريت على الساحل والمواقع الأخرى وسيقدّم معلومات أثرية وتاريخية مهمة جداً.
إلى ذلك، ذكر عوض أن التعاون ما بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والجانب التشيكي يعدّ تعاوناً مهماً جداً وبنّاء وله مستقبل واعد، والجانب التشيكي يعدّ من الأصدقاء الذين قدّموا الكثير من العون الفني وبقوا على تواصل مع المديرية خلال الحرب على سورية، وكان لحضورهم الإيجابي تأثيره النفسي على الكوادر العاملة في مديرية الآثار والمتاحف لما أبدوه من اهتمام بالتراث الثقافي السوري، وكان موقفهم مشرفاً وإيجابياً بكل معنى الكلمة في الوقت الذي احتاجت فيه الآثار السورية لمن يقف إلى جانبها في معركة الدفاع عن هُويتها وأصالتها أمام الهجمات الإرهابية الهمجية الممنهجة لتدميرها.
قدم الجانب التشيكي 3 دفعات من الهبات أو المعونات من الأجهزة آخرها تلك التي وصلت إلى المتحف الوطني بدمشق، “ونحن نستعد أيضاً لتحديد قائمة بدفعة أخرى قد تكون الرابعة ببعض التجهيزات، ونستعد أيضاً للموسم التالي في تل الشامية بالإضافة للقطع التي سترسل لمتحف براغ لترمم ويتم عرضها على الجمهور التشيكي وجمهور أوروبا عموماً، وسيواكب هذا المعرض إيفاد لبعض الخبراء السوريين لرفع مستوى خبرتهم وتزويدهم بما يسمى آليات جديدة أو منهجيات جديدة في أعمال الترميم وغير ذلك”.

وفي تفاصيل الدفعة الثالثة، قال عوض: “تلقينا منذ أيام الدفعة الثالثة من الأجهزة والهبات التي أرسلها الجانب التشيكي أو متحف براغ إلى المتحف الوطني في دمشق، وتم إفراغها، وبدأنا معاينتها، ومنها أجهزة تحديد الرطوبة وقياس الحرارة التي تلزمنا بالمتحف الوطني بدمشق وبقية المتاحف”، وهناك مواد لها علاقة بتغليف القطع ونقلها، وهي أجهزة مهمة وتستعمل في أغلب الأحيان في أعمال ترميم القطع الأثرية في مديرية المخابر وأيضاً في المتاحف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار