أكد مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بعد عشرين عاماً من الاحتلال الوحشي يجب أن يكون مقدمة لإنهاء حرب أمريكا الكارثية على “الإرهاب”، مشدداً على ضرورة أن تضع الولايات المتحدة أيضاً حداً لحملات القصف التي تستهدف الصومال واليمن، وكذا العقوبات الوحشية ضد كوبا وفنزويلا وإيران وغيرها من الدول، إلى جانب دفع تعويضات للعراقيين والأفغان وشعوب بقية الدول التي غزتها واستغلتها، وتوفير الملاذ لمواطني تلك البلدان الذين يفرون بسبب الدمار وزعزعة الاستقرار اللذين أحدثتهما بسبب حروبها.
ولفت المقال إلى أن التكلفة الكاملة للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة خلال العشرين عاماً الماضية هائلة، ووفقاً لتقرير صادر عن مشروع “تكاليف الحرب” التابع لمعهد “واتسون” للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون فقد أزهقت حروب واشنطن أرواح مئات الألوف من الأشخاص في أفغانستان وباكستان والعراق وسورية واليمن ودول أخرى منذ عام 2001.
وقال المقال: في عام 2007، بدأ الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن حملة الضربات الجوية في الصومال، ومنذ ذلك الحين أُعلن عما لا يقل عن 254 إجراءً أميركياً في البلاد، وبدورها واصلت الإدارة الحالية هذه الحملة الفتاكة، ففي 20 تموز شن الجيش الأمريكي أول غارة جوية له في الصومال تحت قيادة بايدن، تلتها غارة جوية أخرى بعد ثلاثة أيام فقط في إشارة إلى أن الحرب غير المعلنة ستستمر في إزهاق أرواح الأبرياء.
وأوضح المقال أن عمليات “مكافحة الإرهاب” الأمريكية بدأت رسمياً في اليمن في عام 2009 (على الرغم من وقوع غارات أخرى قبل ذلك)، حيث شن الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية غارات جوية على البلاد راح ضحيتها الكثيرون، وفي الواقع فإن معظم الضحايا المدنيين في اليمن هم ضحية لقصف “التحالف” السعودي، الذي بدأ في عام 2015 بدعم المخابرات الأمريكية.
وأكد المقال أن الغارات الجوية الأمريكية على الصومال واليمن ليست سوى غيض من فيض، فقد خلصت منظمة “إيروورز”، استناداً إلى البيانات العسكرية الأمريكية الرسمية، إلى أن الولايات المتحدة نفذت ما لا يقل عن 91 ألف غارة جوية منذ أحداث أيلول، ويُقدر إجمالي عدد القتلى المدنيين المنسوبين مباشرة إلى الضربات الجوية الأمريكية بما لا يقل عن 22 ألف شخص ، وذلك استناداً إلى بيانات خاصة بالعمليات الأمريكية في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وغيرها ، ومن المحتمل أن تكون الأضرار المدنية الإجمالية أعلى بسبب الآثار الجانبية للقصف الأمريكي والأعمال العسكرية الأخرى في هذه المناطق.
وتابع المقال: وعلى الرغم من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، فإن ميزانية الحرب الأمريكية آخذة في التوسع، حيث طلبت إدارة بايدن زيادة بنسبة 1.7٪ في الإنفاق العسكري الإجمالي، ووفقاً لمجموعة “بابليك سيتيزن” Public Citizen.للمراقبة فإن الميزانية المطلوبة لوزارة الدفاع ستكون أكبر من ميزانية وزارات الخارجية والعدل والصحة والخدمات الإنسانية والتعليم والنقل ووكالة حماية البيئة مجتمعة. وفيما يتعلق بموضوع تمويل الدفاع، فقد أفاد مشروع “تكاليف الحرب” أن البنتاغون أنفقت 14 تريليون دولار من الأموال العامة من عام 2001 إلى عام 2021، وذهب ثلث إلى نصف هذا المبلغ إلى خمس شركات أسلحة، بما قيها لوكهيد مارتن وبوينغ، وفي الواقع فإن قيمة الاستثمارات في مخزونات الدفاع تبلغ الآن ما يقرب من عشرة أضعاف ما كانت عليه عندما بدأت الحرب على أفغانستان!