لا زال نور الحرية المنبثق من ظلمة “جلبوع” ينعكس على المشهد الفلسطيني برمته عبر صخب وضجيج الأحداث التي يترجمها الفلسطينيون على أرض الواقع عبر بطولات وتحديات لآلة القمع الإسرائيلية في المدن والشوارع وحتى ضمن السجون، وخلف قضبانه الحديدة.
ها هي سجون الاحتلال تسجل نصراً جديداً لصالح السجين على حساب السجان في ظل انصياع الأخير لأصحاب الإرادة، فأصبح النصر ممزوجاً بطعم الكرامة والثبات على المواقف بوجه كل محاولات الضغط والابتزاز.
الحركة الأسيرة قررت وبشكل موحد ومتناغم تعليق خطوة الإضراب الجماعي عن الطعام بعد الاستجابة لمطالبها من العدو الإسرائيلي، وأبرزها إلغاء العقوبات الجماعية المضاعفة التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى، بعد العملية التي نفذها أبطال “نفق الحرية”، ووقف استهداف الأسرى، وفق ما أعلن نادي الأسير.
ويبدو أن استخلاص العبر من تجربة الحصول على الحرية مهما كانت الصعاب قد أتت بنتائجها وتبعاتها عند المقاومين، ليبقى السؤال هل يستخلص العدو الإسرائيلي العبر بعد اعترافه بفشل منظومته الأمنية؟
الجواب على ما يبدو واضح من خلال ظهور علامات التخوف لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال من انفجار الأوضاع في الميدان، إضافة لقبولها بمطالب المعتقلين داخل سجونها.
المشهد خارج السجون هو ارتداد وانعكاس فعلي لما يحصل داخل السجون.. فوجع الأسرى وضع الضفة والمدن الفلسطينية على صفيح ساخن أمام آلة التنكيل الإسرائيلية، حيث كان للفلسطينيين في مدينة جنين كلمتهم أيضاً من خلال تنظيم عرض عسكري شاركت به كافة الأجنحة العسكرية رداً على التهديدات الإسرائيلية بالاجتياح، وإسناداً للأسرى في السجون.
وتعهدت غرفة العمليات المشتركة للأسرى أن يكون فرجهم قريب، وقالت: هذا دين في رقابنا، وإن حريتكم قريبة، وندعو كافة المحافظات بتعزيز الحراك في الدفاع عن أسرانا الأبطال.
يأتي ذلك في حين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي التنفيس عن هزائمها المتتالية عبر حملة اعتقالات ومداهمات طالت الشبان في المدن الفلسطينية، إضافة لاعتداءات متكررة على قطاع غزة، ومناطق أخرى.