رغم إجراءات الاحتلال الوحشية.. الفلسطينيون ماضون في معركة الحرية

هاهو نفق الحرية يُخرج من أعماق المقاومين المعتقلين في سجون الاحتلال أصواتاً تصدح بعبارات التمسك بالحرية بعيداً عن الخوف المكبل في نفوس الأسرى.. فلم يعد العائق يرتبط بمكان أو زمان حتى ولو كانت تلك الأماكن محصنة.. فنصر الحرية بات أمر واقع على الرغم من كل محاولات العدو طمس معالمه عبر إجراءات وحشية ينتهجها بحق الفلسطينيين، وهي أقرب ما تكون خوفاً من نصر مقاوم آخر.

اليوم يعيش الفلسطينيون داخل وخارج السجون انتفاضة الحرية، أمام أنظار العدو الإسرائيلي الذي يقف عاجزاً أمامها على الرغم من إجراءاته الوحشية التي لم تفده بشيء سوى المزيد من التشبث الفلسطيني بحقوقه وحرياته.

الأسرى في سجون الاحتلال قالوها صراحة إنهم ماضون في خوض معركتهم الإستراتيجية المرتقبة حال أصرت إدارة سجون الاحتلال على إجراءاتها القمعية، حسب مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، وكرد على ما تسعى له إدارة السجون تحميل الأسرى مسؤولية عجز وفشل المنظومة الأمنية الصهيونية، والاستفراد بهم من خلال اتخاذ جملة من القرارات والإجراءات العقابية بحقهم من تشتيت وقمع ونقل وإغلاق مرافق السجون.

المدن والشوارع الفلسطينية لم يختلف فيها المشهد عما هو ضمن سراديب السجون حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بقمع المسيرات التضامنية مع الأسرى إضافة لقيامه بحملة اعتقالات ومداهمات بمختلف الطرق والأساليب الوحشية.

ففي بلدة سعير شمال شرق الخليل، أصيب عدد كبير من الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة لإصابة العشرات بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز، بمواجهات اندلعت عقب مسيرة تضامنية مع الأسرى هناك، انطلقت من البلدة بمشاركة العشرات من تلاميذ المدارس الذين رفعوا علم فلسطين وصوراً للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، ورددوا هتافات مطالبة بالإفراج عنهم.

كما أصيب العشرات من الفلسطينيين وطلبة المدارس بحالات اختناق، في مواجهات قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية الإسرائيلي، تسعة فلسطينيين في الخليل، في حين نصبت حواجزها العسكرية في عدة أحياء بالمدينة، وعلى مداخل بلدتي سعير وحلحول، وعملت على إيقاف المركبات وتفتيشها والتدقيق في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة مرورهم.

وفيما يتعلق بآخر تطورات الأسرى الأربعة التي تمت إعادة اعتقالهم يبدو أن السرية والكتمان في الإجراءات والتحقيقات إضافة للتعتيم على وضعهم الصحي هو ما يحاول الكيان الإسرائيلي العمل عليه حسب محامي الأسرى خالد محاجنة الذي قال  لـ “شبكة قدس”: “هناك تكتيم على وضعهم واليوم الساعة 12 ليلاً ينتهي أمر منع زيارتهم ومن المتوقع تمديده والهدف عزلهم عن العالم الخارجي والتعتيم على وضعهم الصحي”، لاسيما بعد المطالبات بالإعلان عن وضع الأسرى الصحي.

وحسب مراقبين فإن هذا التكتم هو دليل خوف وقلق “إسرائيلي” من انتفاضات كبرى تشهدها المدن الفلسطينية، وخشية «اسرائيل»من تنفيذ عمليات مقاومة جديدة بعد العملية التي تم تنفيذها اليوم وأسفرت عن إصابة مستوطنين، إضافة لأخذ تهديدات المقاومة على محمل الجد.

جاء ذلك في وقت أعلن فيه شقيق القائد الأسير زكريا الزبيدي أن شقيقه يعاني من وضع صحي صعب بسبب الإصابات السابقة وتعرضه للضرب بسبب مقاومته لحظة إعادة أسره.

كذلك تناقلت الأنباء خبراً مفاده أن الزبيدي في العناية الفائقة بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة تعرضه للضرب من قوات الاحتلال.

وفي نفس السياق، قال موقع “واللا” الصهيوني إن التقديرات تشير إلى أن الأسيرين الفلسطينيين المتبقيين من عملية نفق الحرية، تمكّنا من الوصول إلى الضفة الغربية، على الرغمَ من تشديدِ الإجراءات الأمنية، مشيراً إلى تخوف من وصول الأسيرين إلى مخيم جنين، بسبب تعزيز المخيم بمسلحين يستعدون لحماية الأسرى في حال تأكد وصولهم إلى المخيم.

إذاً فالنص واضح في جمله ومفرداته يقوله الفلسطينيون ويرددون شعاراته على مسمع ومرأى العالم حريتنا نصنعها بأيدينا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار