في اعترافه أمس، بتآكل قدرات الجيش الإسرائيلي والإضرار بصورته الدولية نتيجة جولات القتال في قطاع غزة، لم يبتعد وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، يائير لابيد، عن ملامسة الحقيقة التي يعيشها الاحتلال منذ نشأة كيانه واحتلاله لأراضي فلسطين.
فقد أضافت جولات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فصلاً جديداً من فصول تهشم صورة “أسطورة الردع الإسرائيلي” على المستويين الداخلي والدولي، خاصة خلال الجولة الأخيرة التي أفقدت متزعمي الكيان الإسرائيلي من سياسيين وعسكريين صوابهم ودفعتهم لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين, وكذلك إعطاء الأوامر لقصف أبنية وكالات الأنباء العالمية الموجودة في غزة، ما دفع العديد من وسائل الإعلام الدولية لإدانة الأسلوب الهمجي للاحتلال الإسرائيلي، كما أنتج حملات من التعاطف مع الشعب الفلسطيني في العديد من دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.
أما على المستوى العسكري، فقد تكبد جيش الاحتلال خسائر معنوية ومادية فادحة تمثلت بشكل أساسي بما يدعي الصهاينة بأنة “مفخرة” سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي، ما يسمى “القبة الحديدية” والتي عجزت عن التصدي لموجات الصواريخ الفلسطينية ذات التصنيع المحلي وبقدرات وإمكانات بسيطة وبكلف لا تتعدى بضع مئات من الدولارات، والتي استطاعت الوصول إلى أهدافها في عمق المستوطنات الإسرائيلية التي تبعد مئات الكيلومترات رغماً عن أنف “القبة الحديدية” التي يكلف الصاروخ الواحد منها عشرات الآلاف من الدولارات.
الشق الآخر من إرهاصات وزير خارجية الكيان الإسرائيلي، تمثل في الادعاء أن لدى الكيان “خطة” لحل النزاع مع قطاع غزة تقوم على “الاقتصاد مقابل الأمن”، زاعماً بأن هذه الصيغة أفضل من “إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح”.
لابيد، في طرحه هذا لا يبتعد أيضاً عن معضلة الفشل العسكري في مواجهة المقاومة الفلسطينية وما هذه “الخطة” الإسرائيلية الجديدة – القديمة، سوى هروب آخر من نفق الهزائم الذي زجته به الأحداث الأخيرة في فلسطين على المستويين الأمني والعسكري والاستعاضة عنها بسلاح الضغوطات الاقتصادية للوصول إلى ما يخفي خيباته تلك.
الخطة المزعومة التي طرحها لابيد، ليست سوى نسخة محدثة عن ما طرحة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فيما عرف إعلامياً بـ”صفقة القرن” إلا أنه من المؤكد أنه كما فشلت “صفقة القرن” وزالت مع زوال ترامب، فإن خطة لابيد “الاقتصاد مقابل الأمن” ستفشل أيضاً وستزول مع زوال لابيد وكيانه الغاصب، وهذا يوم ليس بالبعيد.