شن مسلحو حركة طالبان اليوم هجوماً واسعاً على ولاية بنجشير شمال العاصمة الأفغانية كابول في محاولة للسيطرة عليها وإنهاء جبهة المقاومة ضد الحركة التي يقودها أحمد مسعود ونائب الرئيس السابق أمر الله صالح.
وزعم المتحدث باسم حركة طالبان بلال كريمي في مقابلة مع وكالة سبوتنيك أن مسلحي الحركة باتوا يسيطرون على ما يقارب 20 بالمئة من مساحة ولاية بنجشير متوقعاً سقوطها بأيديهم “خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وأشار كريمي إلى أن مسلحي طالبان سيطروا صباح اليوم على مديريتي بريان وخاواك شمال غربي بنجشير فيما يواصلون التقدم من جهة الجنوب.
من جهته أعلن المتحدث باسم جبهة المقاومة الافغانية فهيم دشتي أن حركة طالبان هي المسؤولة عن فشل المفاوضات مبيناً أنها تهاجم قوات الجبهة من اتجاهين مختلفين لكن دون جدوى.
ونفى مصدر في الجبهة سقوط منطقة مدرية بريان بيد مسلحي طالبان معترفاً في الوقت ذاته بوجود تقدم لهم في مديرية خاواك.
كما نفى المصدر صحة الأنباء التي تتحدث عن مغادرة مسعود وصالح إلى طاجيكستان مؤكداً أنهما لا يزالان موجودين في ولاية بنجشير.
بدوره أدان صالح في حسابه على تويتر منع طالبان وصول المساعدات الإنسانية والأدوية إلى بنجشير وقيامها بقطع الكهرباء والاتصالات عنها.
وأكد صالح أن عناصر طالبان يرتكبون جرائم حرب ولا يحترمون القانون الدولي الإنساني إطلاقاً داعياً الأمم المتحدة والعالم إلى الانتباه لهذا السلوك الإجرامي والإرهابي للحركة المذكورة.
وكانت جبهة المقاومة الأفغانية أعلنت في وقت سابق فشل المفاوضات مع حركة طالبان مؤكدة أنها ستلجأ إلى القتال وستدافع عن ولاية بنجشير التي تحولت إلى ملاذ لآلاف الأشخاص الهاربين من بطش الحركة.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الإيرانية جميع الأطراف في أفغانستان إلى التحلي بضبط النفس والالتزام بالحوار والابتعاد عن العنف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة تعليقاً على الاشتباكات في ولاية بنجشير “إن السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال حوار حقيقي بين الأفغان دون وجود وتدخل الدول الأجنبية والوصول إلى حل مرض للطرفين”.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الصين وإيران بحاجة إلى لعب دور بناء في تحقيق انتقال سلس وإعادة الإعمار في أفغانستان.
وحمل وانغ الولايات المتحدة مسؤولية ما حدث في أفغانستان ودعاها إلى الاعتراف بذلك والمساعدة في إعادة إعمار البلاد التي دمرتها.
بينما أكد عبد اللهيان أن نهج الأحادية الأميركية يشكل تهديداً للسلام والاستقرار العالمي مجدداً رفض بلاده تدخلات بعض القوى الكبرى في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وفي العاصمة كابول تظاهر مئات من النساء ونشطاء المجتمع الأهلي للمطالبة بالحفاظ على حقوق المرأة ودورها في العمل السياسي وأي حكومة مقبلة.
وطالبت المتظاهرات حركة طالبان باحترام حقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على إنجازات المرأة التي تحققت على مدى العقدين الماضيين.
وتأتي المظاهرة بعد إعلان حركة طالبان مؤخراً أنها لن تسمح للمرأة بالعمل في المناصب العليا.