لا زالت الدول الغربية التي تسير في الركب الأميركي تتعثر على طرقات الانسحاب الملغوم من أفغانستان، وتتخبط ضمن وعورة حفره الذي كان لواشنطن الخطوة الأولى في تمهيده للهروب من مستنقع الهزائم على مدى أكثر من عشرين عاماً.
أوروبا التي وجدت نفسها مجبرة على الهرولة خلف واشنطن واتباع خطوات انسحابها المذل سارعت إلى محاولة لملمة أوراق خيبتها عبر الدعوات لتحصين نفسها مستقبلاً ضد أي صدمات مماثلة، لاسيما أن انسحابها أكد اعتماد الأوروبيين على الولايات المتحدة وعدم قدرتها وحدها إلى حد كبير على القيام بأي مهام ذات أهمية في الخارج، من دون تمكين ودعم رئيسيين من الولايات المتحدة.
جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ألمح إلى ذلك بقوله: إن الانسحاب الغربي الفوضوي من أفغانستان من المرجح أن يكون حافزاً للاتحاد لتطوير دفاعه المشترك، وإنشاء قوة للرد السريع.
وفي تصريح قبل اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في سلوفينين قال بوريل: “في بعض الأحيان تكون هناك أحداث تحفز التاريخ وتحدث اختراقاً، وأعتقد أن أفغانستان واحدة من هذه الحالات.
ورأى أن هناك حاجة الآن إلى دفاع أوروبي أقوى وأكثر وضوحاً، أكثر من أي وقت مضى.
هذا الموقف لم يكن وحيداً حيث سبق لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل تأكيد وجوب أن يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات تمكنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت البنتاغون قد أعلنت ليلة الثلاثاء أن القوات الأمريكية أنهت إجلاء جميع أفرادها من أفغانستان عبر مطار كابول الدولي، وانتقلت السيطرة على المطار إلى حركة “طالبان، في حين سعى الرئيس الأميركي جو بايدن لتخفيف حجم الضغوطات والانتقادات الموجهة ضده على خلفية الانسحاب من أفغانستان سواء على الصعيد الداخلي أم الخارجي، متذرعاً بأن إنهاء المهمة العسكرية في أفغانستان، كان أفضل سبيل لحماية الجنود الأمريكيين حسب قوله.