أين دمشق الشام ..؟

دمشق الشام ..أغنّي لها وأنا في طريقي إلى العمل مع الشاعر الجميل زكي ناصيف .. يا عاشقة الورد إن كنت على وعدي .. فحبيبك منتظرٌ يا عاشقة الورد.
ما التلةُ ما القمُر .. ما النشوةُ ما السهر.. إن عدتي إلى القلق هائمةً في الأفق سابحةً في الشفق فهيامُك لن يجدي.
وأهمس في نفسي: كل الصباحات الجميلة تبدأ من دمشق .. والشوق إلى الشام عطر وزهور و ورود وياسمين .. ليسعد الله صباحك يا دمشق، يا مدينة الياسمين .. أضيع من طيبك من أنت ومن أنا, وأصير فراشة تتوق إلى ورد خدك .. يا عاشقة الورد أنت لأحبتك الشمس والقمر .. لكن هل يكفي التغني بالجمال أم إن حبك يحتاج إلى عمل بحبٍّ وإخلاص.
مدينتي التي تفرد الملائكة أجنحتها في سمائها.. هي عنوان الجمال والألفة والمحبة.. لكن ماذا فعلنا من أجل أن يكون حلمنا واقعاً ؟ في كل عام تأتي مياه الأمطار والثلوج في فصل الربيع لتعيد لبردى الروح فقط لبضعة أسابيع .. ثم تتراكم الأوساخ في هذا النهر الذي جاء ذكره في التاريخ والأدب والشعر, وكان بفروعه السبعة شريان المدينة، فيصبح مكباً للأوساخ ومياه الصرف الصحي والمسابح، فإذا به أشبه بمجرى تفوح منه الروائح الكريهة حتى يكاد يتجنب العابرون المرور بقربه بينما يكتفي المحبون والمعنيون والشعراء بالتحسر والحزن على ما آلت إليه الحال, وحال المحافظة تراقب الوضع عن كثب بالعين البصيرة واليد القصيرة, ولا تكاد تصلح ما أفسده الدهر !!!..
وبينما تتوسع المدينة يوماً بعد يوم تبقى المساحات الخضراء المخططة مكباً لمواد البناء المتبقية لتشوه اللوحة المشتهاة، وفي أغلبية الحالات تتوسع المدن على حساب الريف بينما ننزف المساحات الخضراء, وأمام الغياب لخطط المدن المستدامة ذات الحدائق والمساحات الخضراء لا نجد تدريباً أو سلوكاً أو توجيهاً يدفع المواطنين إلى زراعة المساحات الفارغة في أحيائهم وأمام بيوتهم لتسود قيم الكتل الإسمنتية والجنازير الحديدية في الطرقات والساحات.. فيسود التشوه البصري في كل مكان, ولاسيما إذا ابتعدت عن مركز المدينة.. باستثناء مبادرة وصوت فردي يدعو لزراعة بعض الأشجار هنا أو هناك, وتصبح المدينة الخضراء حلماً وخيالاً لغابة تتهادى فيها الأشجار ليس فقط كعنصر جمال, وإنما كمصدر لزيادة الأمن الغذائي المحلي كالفواكه وأصناف الجوز والخضراوات أو حتى للأعلاف.. ووسط الدخان والبشاعة تحتفل الجهات المعنية بأعياد الربيع والشجرة ومعارض الزهور مستفيضة بالحديث عن الأشجار الكبيرة التي تمتص الغازات الملوثة وتصفّي الجسيمات الدقيقة مثل الغبار والأوساخ أو الدخان من الهواء عن طريق احتجازها في أوراق ولحاء الأشجار.
إن التخطيط للمساحات الخضراء في المدن ليس مجرد رفاهية، فالمدن السورية كائن حي تربطنا بها علاقة عشق وهيام ومحبة وود.. فهل نتقن الحب أم إنّ فساد الذوق والروح قد بلغ الحناجر والقلوب!!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار