قرى وبلدات في السويداء عطشى ..!

أزمة مياه حقيقية تعيشها بعض قرى ومدن وبلدات محافظة السويداء تفاقمت مع دخول فصل الصيف بشكلٍ غير مسبوق ولاسيما بعد أن كثرت أعطال المضخات الغاطسة، وعدم إقلاع البعض الآخر من جراء ضعف التيار الكهربائي، وما زاد الطين بلة مزاجية عمال الشبكة في تعاطيهم مع توزيع المياه، وليبقى خيار الأهالي المر ألا وهو التوجه نحو شراء المياه بالصهاريج، والتي أرهقت المواطنين خاصة أن ثمن النقلة الواحدة وصل في بعض المناطق إلى نحو عشرين ألف ليرة.
قرى عطشة
بات العطش اللغة المسموعة والمقروءة حالياً لدى عدد كبير من أبناء قرى وبلدات المحافظة « الصورة الكبيرة- خلخلة- رضيمة اللوا- الخالدية- الصورة الصغيرة- السويمرة- مدينة شهبا- مردك- شقا- الهيت- سهوة بلاطة- سليم – عتيل- قنوات- الرحا- الكفر- سهوة الخضر- مياماس- رساس- المجمير- الحريسة- الثعلة- الدارة- بوسان- اسعنا- عنز- المغير- الغارية الخ» والقائمة تطول خاصة أن هناك الكثير من هذه القرى والبلدات مضى على معاناتها أكثر من عام فمسلسل الظمأ حسبما أشار لـ«تشرين» عشرات المواطنين لم ينتهِ لتاريخه فالمتتبع للواقع المائي لدى هذه القرى والبلدات سيلحظ أن الأزمة رافقت فصل الشتاء لتتفاقم أكثر فأكثر مع حرارة شمس الصيف.
قلة الوارد المائي ووصوله « بالقطارة » إلى مستهلكي المياه مرده حسبما يشير الأهالي إلى تعطل أكثر من خمسين بئراً ارتوازية مخصصة لمياه الشرب في المحافظة والمترافق مع إصلاحاتها الفاشلة من قبل المؤسسة، ما أدى إلى خروجها الدائم من الاستثمار المائي، ليضيف الأهالي: إن معظم هذه الأعطال ناجمة عن احتراق المضخات الغاطسة والتأخر بإصلاحها من قبل مؤسسة مياه السويداء، عدا عن ذلك فهناك بعض الآبار خرجت من الخدمة برغم أنه لم يمضِ على إصلاحها يوم أو يومان كحال بئر الصورة الكبيرة وشقا وعنز والمغير وغيرها من القرى.
ويقول المواطنون: إن تعطل المضخات الغاطسة بعد مضي يومين أو ثلاثة أيام على إصلاحها يضعنا أمامنا عشرات إشارات الاستفهام حول آلية إصلاح هذه المضخات، والذي خضع أغلبها لأعمال الصيانة أكثر من مرة.
شكاوى بالجملة
قلة الوارد المائي الذي أنتج واقعاً مائياً مزرياً، لم يكن همّ الأهالي الوحيد، فما زاد من المعاناة أيضاً تقاعس وتلكؤ عدد كبير من عمال الشبكة إزاء واجباتهم الوظيفية، وتعاطيهم بمزاجية مع المواطنين وعدم الإنصاف بتوزيع المياه، لأنهم وبكل صراحة يعملون وفق أهوائهم ورغباتهم، عبر ضخ المياه لبعض حارات مدينتي شهبا السويداء وقرية المجدل وهذا الكلام ينطبق على عدد كبير من قرى وبلدات المحافظة.
وأضاف الأهالي: إن ٨٠% من هؤلاء العمال يعملون ساعة يومياً فقط حيث تقتصر مهامهم على فتح «السكورة» من دون متابعتها، ليتوجهوا إلى أعمالهم الخاصة فيما بعد الأمر الذي ترك طوالع المياه مرتعاً لعبث العابثين، فهؤلاء العمال كانوا وما زالوا بعيدين عن الأعين الرقابية.
لذلك يطالب الأهالي بضرورة إلزامهم بالدوام طوال اليوم والإنصاف بتوزيع ساعات الضخ بين الحارات، ولفت المشتكون إلى أن عمال الآبار وسائقي الصهاريج المتعاقدين مع مؤسسة المياه لهم أيضاً من الشكوى نصيب لكونهم أصبحوا المتحكمين الوحيدين بالدور ولاسيما فيما يخص توزيع المياه على الأهالي عن طريق الصهاريج، والخاضع لأهوائهم أيضاً والأنكى من ذلك عدم رد معنيي مؤسسة المياه على شكوى المواطنين لتبقى المشكلة قائمة من دون أي حلول.
ماذا يقول المعنيون
رئيس وحدة مياه شهبا المهندس نبيل نوفل قال: إن قلة الوارد المائي وبالتالي حدوث شحٍ بالمياه لدى قرى منطقة شهبا خاصة مردك وشقا مرده إلى ضعف التيار الكهربائي، وعدم إقلاع المضخات الغاطسة، لافتاً إلى أن الآبار المعطلة يتم إصلاحها فور إعلامنا عن العطل ووفق الإمكانات المتاحة، وبالنسبة لعمال الشبكة أي شكوى تردنا على هؤلاء العمال نقوم بالتحقق منها مباشرة.
بينما أشار رئيس وحدة مياه الريف الغربي المهندس سلمان شرف الدين إلى أن الواقع المزري للمياه لدى قرى سهوة بلاطة ورساس والمجمير.. الخ مرده إلى ساعات التقنين الطويلة المترافق مع ضعف للتيار الكهربائي، ليبقى خيار المؤسسة هو تشغيل مولدات الديزل التي أصبحت من دون جدوى لعدم توافر مادة المازوت بالشكل الكافي، والمسألة المهمة هي تعدي المواطنين على شبكات المياه، واللجوء في كثير من الأحيان إلى كسر أقفال الريكارات وبالتالي التلاعب بدور المياه، علماً أن هناك بعض عمال الشبكة تمت معاقبتهم بعد ثبوت صحة الشكوى وخير مثال على ذلك بلدة المجدل.

أما رئيس وحدة مياه صلخد المهندس أنور الزغير فقال: فعلاً هناك معاناة لدى معظم قرى منطقة صلخد كبلدة عرمان ومدينة صلخد وقرى أخرى من جراء قلة الوارد المائي الذي تعود أسبابه الرئيسة إلى ضعف التيار الكهربائي وساعات التقنين الطويلة، فمثلاً يوجد لدى مدينة صلخد خمس آبار والاحتياج اليومي من المياه للمدينة هو ٢٠٠٠ متر مكعب يومياً بينما كمية المياه الواصلة لا تتجاوز ١٢٠٠ متر مكعب، وأضاف: هناك تعديات كثيرة على شبكات المياه من قبل المواطنين الأمر الذي أنقص من كمية المياه الواردة إلى الشبكة.

تصوير- سفيان مفرج

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار