بيع الخضار والفواكه على الطرقات بدلاً من الأسواق الشعبية في السويداء
لا يزال موسم الخضار والفواكه يباع على الطرقات العامة وضمن «البازارات» المقامة من قبل السماسرة والتجار، وليبقى البيع من الفلاح إلى المستهلك في «خبر كان».
هذه «البازارات» التي تحمل في مضمونها استغلالاً واضحاً للفلاح وللمستهلك معاً حسبما أشار عدد من المزارعين في السويداء لـ«تشرين» مردها إلى عدم نجاح تجربة الأسواق الشعبية التي انطلقت اسمياً العام الماضي والتي منيت بفشلٍ ذريع قبل أن تبدأ.
وأضاف المزارعون: إن الأسواق الخمسة التي كان من المفترض إحداثها ضمن مدينة السويداء انطلقت نظرياً فقط لعدم متابعتها، ما أبقاها غير مُفعّلة على أرض الواقع، لافتين إلى أن مجلس مدينة السويداء لم يقم بإحداث سوى سوق شعبي واحد, واستمر لعدة أيام فقط من جراء افتقاده لأدنى الخدمات الواجب توافرها به مثل « سور خارجي – كهرباء – بسطات نظامية – حراس…. الخ » وكان رواده من البائعين بعدد أصابع اليد.
والآن وبرغم التوجيهات بضرورة افتتاح مثل هذه الأسواق، ليكون البيع من المنتج إلى المستهلك وبأسعار منافسة ومقدور عليها من قبل كل المواطنين، نرى ومع بداية موسم الخضار والفواكه أن هذه الأسواق قد أصبحت من المنسيات عند معنيي المحافظة، ولفت الأهالي إلى أن المزارعين مازالوا يقومون ببيع منتجهم من الخضار والفواكه ضمن بازارات استغلالية ليبقى المستفيد الأول والأخير هو التاجر، وطالبوا بضرورة العودة إلى الأسواق الشعبية بشكل عملي وليس نظرياً, وأن تتحول هذه الأسواق إلى أسواق «هال» مصغرة بحيث يستطيع المزارع من خلالها بيع إنتاجه بعيداً عن التجار والسماسرة.
بدوره رئيس قسم التسويق في اتحاد فلاحي السويداء أكرم الحجار قال: تم التنسيق العام الماضي مع مجلس مدينة السويداء لإحداث سوق شعبي بجانب إتحاد الفلاحين لوجود أرض ذات مساحة كبيرة، إلا أنه تبين فيما بعد أن الأرض أملاك خاصة.
وأضاف: إن عدم إحداث أسواق شعبية أبقى إنتاج المزارعين يذهب للتجار والسماسرة، لذلك نتمنى العودة إلى الأسواق الشعبية، ليكون البيع مباشرة من الفلاح إلى المستهلك.
من جانبه قال مدير الشؤون الفنية بمجلس مدينة السويداء – المهندس حسام كيوان: قام المجلس العام الماضي بإحداث سوق شعبي واحد في حي الجهاد، إلا أن تجهيزات هذا السوق تعرضت للسرقة, ولاسيما الأعمدة الحديدية التي تم تركيبها بهدف إحداث أكشاك ضمنه، حيث قدرت الخسائر المالية التي مني بها المجلس من جراء أعمال التخريب والسرقات بأكثر من عشرة ملايين ليرة، لافتاً إلى أن المجلس سيقوم هذا العام بإحداث أسواق شعبية ضمن سوق هال مدينة السويداء، فهذا الموضوع يُدرس حالياً وسيتم العمل به.