السفير اليمني في دمشق يوقع كتابه “نون وما يعصفون”: الإعلام المقاوم فضح أساليب العدوان
أقيم في مبنى اتحاد الكتاب العرب بدمشق حفل توقيع وندوة حول كتاب “نون ومايعصفون” وهو من تأليف سعادة السفير اليمني في دمشق عبد الله صبري.
وأوضح السفير صبري أن الكتاب يتركز في الشق الأول منه على العدوان الإعلامي الذي تعرضت له اليمن في ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” من قبل قوات العدوان السعودي، مشيراً إلى أن بلاده تعرضت منذ اللحظات الأولى لحرب إعلامية عملت على تزييف الحقائق وتشويهها، فضلاً عن تعرض مباني الإعلام اليمني لعدوان صاروخي أدت إلى تدمير المباني ومقتل من فيها، إضافة إلى إسقاط القنوات اليمنية من أقمار عربسات ونايلسات وإيقاف البث الفضائي لها.
ولفت السفير اليمني في كتابه إلى أن قوى العدوان حاولت استنساخ وسائل إعلامية مشابهة للوسائل الإعلامية الوطنية خلال العدوان بهدف تضليل المتابع، إلا أن الإعلام اليمني عمل على توثيق هذه الانتهاكات ومخاطبة الرأي العام الدولي، كما كان للإعلام الصديق المقاوم الدور في فضح أساليب هذا العدوان.
أما الشق الثاني للكتاب فبيّن السفير صبري أنه تركز على العدوان السياسي والعملية التفاوضية حول اليمن، حيث واكب الكتاب العديد من الأبحاث والندوات حول الحرب التي أرادوها تحت غطاء الشرعية ولكننا وصفناها في الكتاب على أنها عدوان (أميركي –سعودي) وليست عملية تدخلية لإنقاذ الشعب اليمني.
وأقر السفير صبري في كتابه بوجود مشكلة سياسية في اليمن ولكنها لا يمكن أن تعالج بالحرب التي أوصلت المسار السياسي إلى طريق مسدود.
وتطرق الكتاب إلى محطات التفاوض المختلفة حول اليمن والمبادرة العمانية الأخيرة حول السلام وتعقيدات الحل السياسي والمشاكل الأمنية في اليمن، وتوثيق تجربة المفاوضات في الكويت وعدّها أهم محطة في مسار الحل السياسي في البلاد.
وسرد السفير صبري خلال الكتاب تعرض منزله إلى قصف التحالف السعودي في عام 2019 ما أسفر عن استشهاد زوجته واثنين من أبنائه.
بدورها عدت نائب عميد كلية الإعلام في دمشق نهلة عيسى أن أوجه التشابه بين الحربين على سورية واليمن كبيرة خاصة في الجانب الإعلامي والإنساني، لافتة إلى أن عنوان الكتاب “نون وما يعصفون” مقبول جداً لأن المعتدين ليس لديهم أي مصلحة في إيجاد حلول لأزماتنا.
ولفتت عيسى إلى أن الكتاب يعدّ مجموعة من المقالات والدراسات والحوارات مع السفير عبد الله صبري على مدار 6 سنوات قدم من خلالها رؤية وطنية عن حقيقة ما يجري في اليمن خصوصاً أن وسائل الإعلام حاولت صرف النظر عما يجري في اليمن، معتبرة أن بعض الإعلام العربي كان خنجراً في ظهر اليمن.
وأوضحت عيسى أن الكتاب يعدّ دراما تسجيلية له طابع توثيقي إضافة لما قام به السفير صبري من رصد وتحليل للحرب على اليمن منذ أكثر من ست سنوات وهذه هي السمة الأهم للكتاب وهو ليس جهداً فكرياً فقط وإنما جهد وطني ووجداني.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني معتز القرشي إن الكتاب ليس مجهوداً صحفياً أو أدبياً وإنما هو خلاصة تجربة الكاتب السياسية للحرب الظالمة على اليمن.
ولفت القرشي إلى أن الكتاب يضع القارئ في بانوراما متتالية للأحداث إذ كانت هناك معركة كلمة خاضها الإعلاميون والأدباء والصحفيون في مواجهة منابر للتضليل الإعلامي سخرت الأموال لها وسعت إلى طمس حقيقة ما يجري في اليمن.
وعدّ القرشي أن الأوراق البحثية الثلاث للكتاب هي أوراق بحثية هامة ليست في الجانب الإعلامي فقط وإنما في الجانب السياسي والأمني لأنها تتطرق إلى خفايا وتفاصيل عسكرية كما أن الكاتب لم يكتفِ بسرد الأحداث وإنما أعطى رأيه وتحليله، فالكتاب حسب القرشي يشكل مرجعاً هاماً لتفاصيل الأزمة في اليمن.
وأضاف القرشي إن الكتاب يوضح لماذا شُنت الحرب على اليمن وماذا يريد النظام السعودي من اليمن في الشق التاريخي وأسباب الحروب العديدة على اليمن عبر التاريخ؟.
تصوير: طارق الحسنية